jo24_banner
jo24_banner

«ساكب» أكثر تقدمية من الدولة

عمر العياصرة
جو 24 :

يوم الجمعة جرت انتخابات داخلية في قريتي «ساكب» تهدف للوصول إلى مرشح إجماع تدعمه البلدة في الانتخابات البرلمانية القادمة.
ما يلفت النظر أن الناخبين والمرشحين على السواء اتفقوا وطالبوا بأن يتم اعتماد نظام انتخابي داخلي، يقوم على قاعدة الصوتين لا الصوت الواحد.
الناس في «بلدة ساكب» وهم عينة عن مواطني الأردن تصلح لأن تكون ممثلة، أرادوا من وراء اعتماد نهج الصوتين الوصول إلى أفضل المعايير الممكنة للمرشح.
إذاً، مثالب الصوت الواحد لا تحتاج «روحة على القاضي» فقد أثبتتها الوقائع وتلمّسها الناس في حياتهم، وهاهم - بعيدا عن الضغوط- يسقطونها من حساباتهم.
تمنيت لو أن الحكومات وصانعي القرار كانوا على درجة من وعي أهل بلدة ساكب حين ركّبوا لأنفسهم عدسة حيادية، وقرروا اختيار أداة انتخابية مختلفة.
الانتخابات القادمة ستجري وفق الصوت الواحد، وستفرز مخرجات لن تكون إلا صورة مشابهة لانعدام الكفاءة وتردي المحتوى التشريعي والرقابي.
أما الخاسر الوحيد من جراء ذلك فهو الوطن، ووقت الوطن، وستخسر التنمية، وسنعض أيدي الندامة على مجلس عمره قصير، وأثره بائس وسلبي على مشهدنا الشامل.
الصوت الواحد جريمة، والانتخابات على أساسه مضيعة للجهد، والأخطر من ذلك أنه يجعل الكفاءات تقف على الحياد، وهذا أمر مكلف على المستوى الوطني والشعبي.
المؤكد أنهم ماضون في الانتخابات، وأن المنتج لا يهمهم كثيرا، وأن محاولاتنا بالفرملة والعقلنة لا قيمة لها، لكننا أردنا الإشارة إلى الفارق الموضوعي في الوعي بين الجمهور وبين من يكتبون القرار.
رأس مالنا في الأردن الاستقرار والأمن، ولكن هذه العبارة لا توجه فقط للمعارضة، بل يحسن أن تلازم عقول صناع القرار، لأن ما نراه، أنهم الآن يعبثون استراتيجيا بالاستقرار.
الانتخابات القادمة بعد شهر ستكون بمثابة الامتحان الحر والمفتوح على كل الاحتمالات، وبعيدا عن إطلاق الكلام جزافا، أرى أن البدايات تؤشر على النهايات، وبالتالي سيستمر وضعنا الهش.
ما جرى في قرية ساكب من ناحية اعتماد نظام الصوتين وإسقاط الصوت الواحد، يشكل دليلا على تقدمية عميقة باتت تضرب بعيدا في وعينا، لكنها ما زالت ملتبسة في أذهان الرسميين المكررين.
(السبيل )

تابعو الأردن 24 على google news