في العبدلي..خيالات ونكاية
عمر العياصرة
جو 24 : لا يوجد في البلد مشكلة تسمى "تمييز ديني"، فالمسيحيون في الأردن جزء من النسيج الوطني، لهم حضورهم في المشهد السياسي والاجتماعي دون أدنى شعور منهم بغير ذلك.
هذا السياق جعلنا نستغرب إقدام مجلس النواب على إدخال تعديل على قانون الأحزاب يشترط بموجبه عدم جواز تأسيس أيّ حزب سياسي على أساس ديني.
النواب لم يتمهّلوا في قراءة دلالة هكذا تشريع، فمن باب أولى أن يدركوا أننا في مجتمعنا لسنا بحاجة لمثل هذا القيد على اعتبار عدم وجود مشكلة أصلا بين أتباع الديانات.
طبعا حجة هؤلاء النواب ومن خطط لهم أنّهم يريدون بالتعديل الحفاظ على الوحدة الوطنية ومنع استغلال الدين في المنافسة السياسية.
لكن المتابع لسلوك الدولة ومؤسساتها منذ قرار الإتيان بقانون الصوت الواحد أنّهم لم تكن لتعنيهم الوحدة الوطنية، وقد استسهلوا في محطات كثيرة التشريع لتفتيتها وجعل أجزائها تقف في مواجهة بعضها البعض.
قناعة الكثيرين أنّ النص الجديد الذي لا داعي له من الناحية السيسيولوجية "الاجتماعية"، كان موجّها بالأساس لاستهداف حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي للحركة الإسلامية.
ولعلّ ما جرى في العبدلي كان جزءا من سيناريو التهويش والتضييق على الحركة الإسلامية، وذلك لمحاولة ابتزازها وجرّها نحو القبول القسري بصيغة النظام الإصلاحية التي ثبت للجميع قصورها وخلوّها من أيّ محتوى تقدُّمي.
قصة الحزب الديني لا يمكن بحال من الأحوال إسقاطها كتهمة على حزب جبهة العمل الإسلامي، فالنظام الأساسي للحزب لا يفرّق بين مواطن وآخر، وقد اشترك أعضاء مسيحيين في الحزب ولم يحُل نظام الحزب دون ذلك.
إذاً هناك في العبدلي حيث مجلس النواب خيالات تلوح في جنبات المجلس تلبّس على البعض أنّ ثمة صراع بين مسلمي الوطن ومسيحييه.
الإخوان المسلمون وعلى مرّ تاريخهم كانوا الأقرب للمسيحيين والأكثر ودّا، لكن الحقيقة أنّ ما جرى في مجلس النواب يصلح عليه وصف النكاية، لا وبل المراهقة في ممارسة النكاية.
بعض النواب خرجوا بعد التصويت يقهقهون ويصرّحوا بأنّ على الحزب تغيير اسمه وحذف عبارة "الإسلامي"، أقول لهؤلاء إنّكم تلعبون خارج الحدث ولا تدركون لليوم سخونة المشهد وما يحتاجه من رُشد وعراقة.
السبيل
هذا السياق جعلنا نستغرب إقدام مجلس النواب على إدخال تعديل على قانون الأحزاب يشترط بموجبه عدم جواز تأسيس أيّ حزب سياسي على أساس ديني.
النواب لم يتمهّلوا في قراءة دلالة هكذا تشريع، فمن باب أولى أن يدركوا أننا في مجتمعنا لسنا بحاجة لمثل هذا القيد على اعتبار عدم وجود مشكلة أصلا بين أتباع الديانات.
طبعا حجة هؤلاء النواب ومن خطط لهم أنّهم يريدون بالتعديل الحفاظ على الوحدة الوطنية ومنع استغلال الدين في المنافسة السياسية.
لكن المتابع لسلوك الدولة ومؤسساتها منذ قرار الإتيان بقانون الصوت الواحد أنّهم لم تكن لتعنيهم الوحدة الوطنية، وقد استسهلوا في محطات كثيرة التشريع لتفتيتها وجعل أجزائها تقف في مواجهة بعضها البعض.
قناعة الكثيرين أنّ النص الجديد الذي لا داعي له من الناحية السيسيولوجية "الاجتماعية"، كان موجّها بالأساس لاستهداف حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي للحركة الإسلامية.
ولعلّ ما جرى في العبدلي كان جزءا من سيناريو التهويش والتضييق على الحركة الإسلامية، وذلك لمحاولة ابتزازها وجرّها نحو القبول القسري بصيغة النظام الإصلاحية التي ثبت للجميع قصورها وخلوّها من أيّ محتوى تقدُّمي.
قصة الحزب الديني لا يمكن بحال من الأحوال إسقاطها كتهمة على حزب جبهة العمل الإسلامي، فالنظام الأساسي للحزب لا يفرّق بين مواطن وآخر، وقد اشترك أعضاء مسيحيين في الحزب ولم يحُل نظام الحزب دون ذلك.
إذاً هناك في العبدلي حيث مجلس النواب خيالات تلوح في جنبات المجلس تلبّس على البعض أنّ ثمة صراع بين مسلمي الوطن ومسيحييه.
الإخوان المسلمون وعلى مرّ تاريخهم كانوا الأقرب للمسيحيين والأكثر ودّا، لكن الحقيقة أنّ ما جرى في مجلس النواب يصلح عليه وصف النكاية، لا وبل المراهقة في ممارسة النكاية.
بعض النواب خرجوا بعد التصويت يقهقهون ويصرّحوا بأنّ على الحزب تغيير اسمه وحذف عبارة "الإسلامي"، أقول لهؤلاء إنّكم تلعبون خارج الحدث ولا تدركون لليوم سخونة المشهد وما يحتاجه من رُشد وعراقة.
السبيل