2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الاخوان والعشائر في إنتخابات بلدية الزرقاء !

تامر البواليز
جو 24 :
تأملت كثيرا حديث شخصية زرقاوية معروفة وهي تتحدث بمنتهى الصراحة والوضوح عن حسم المعركة الانتخابية لرئاسة بلدية الزرقاء بينه وبين مرشح الرئاسة لجماعة الاخوان المسلمين ، وبالنسبة لي لا ألوم هنا الطرفين المرشح والاخوان في طبيعة التنافس الذي فرضته التركيبة الاجتماعية والسياسية لأبناء المحافظة ولكنني مقتنع تماما بأن كلا المرشحين هنا جانبوا الصواب حين اختاروا طريقا لا أراها تخدم التوجهات الفكرية والقناعات التي تبنى عليها توجهات الناخبين وحصروا التوجه للصناديق محصورا بين خيارين إما العشائرية أو الحزبية .

هذا الاندفاع والسباق المحموم للحصول على مقعد الرئاسة لم يعد يلقى قبولا ونحن في عهد وزمان تغيرت به عقلية صاحب الصوت الانتخابي وأنا اتحدث هنا كوني ناخبا وأعبر عن قناعاتي التي أؤمن بها ولا أتشدد برأيي مطلقا وأرى نتائج الصناديق إيجابية إن صدقت ، وبعيدا عن المؤثرات التي ما عادت تفي بالغرض وهي التي كانت وما زالت تحرف مسار الخيار الديمقراطي وتشوه صورته بطريقة سلبية ،وهنا أشير بمنتهى الشفافية الى أن توجيه بوصلة الناخبين في إنتخابات البلدية لا يناسبها إطلاقا خيار الحزبية أو العشائرية على حد سواء وهذا ما شهدته ساحة الصراع الإنتخابي على مقاعد رئاسة وعضوية بلدية الزرقاء وكذلك اللامركزية التي تشهد ذات التوجه والحال هنا لا يعني محافظة الزرقاء على وجه الخصوص ولكنني أثرت الانفراد بذكر المحافظة التي أنتمي اليها وتلامسني بشكل مباشر كمواطن وناخب الخدمات العامة التي تقدمها مؤسسة البلدية .

أخطأ أبناء الحركة الإسلامية بإندفاعهم المتسرع نحو الانتخابات البلدية واللامركزية تحت ثوب الحزبية التي كان غطاءها العشائرية وهي الثوب التي توشحت به الكتلة المنافسة لها وتقول بخصمها الوحيد فقط وهم الاسلاميين فقط ، وبقراءة سريعة فلا فرق على الإطلاق هنا بين كلا التيارين وهم من جعل الناخبين في حيرة من أمرهم حين تصبح الرؤية أمامهم وقد اختلط فيها الحابل بالنابل وأمامهم فريق يقول بالاجماع العشائري والنفوذ المتجذر لأكبر تجمع اجتماعي في المحافظة وهذا لا ينكره ابناء الزرقاء وبين فريق حزبي منظم قوامه مفتت ومجزأ وأنهكته عواصف الانقسام والتشرذم وما وجد أمامه طريقا لإظهار جلده وقوته الا طريق العشائرية التي لا يمكن للسياسيين في هذا التيار ان ينكروا حقيقة ارتمائهم في أحضانها وضربوا بعرض الحائط حديث النخب والسياسيين من أبناء جلدتهم وهذا يؤكد بلا أدنى شك أن جماعة الاخوان المسلمين تعيش في أسوأ واقع تنظيمي للتيار الاخواني ومجرد نظرة سريعة للمرشحين على مقعد الرئاسة في الزرقاء والرصيفة ستجعل المتابع يرى بعينه كيف اندفع التيار لزج مسؤول حزبه في الرصيفة للترشح الى مهمة لا يعلم عنها الا مجرد عناوين فقط وكذلك الزرقاء التي زجت الحركة فيها مرشحا له ثقل ووزن داخل الحركة الاسلامية فقط وتناسى التيار ان الانتخابات لعبة سياسية خطيرة ولا تكفي الكثرة وعتاد الأعداد والجماهير التي يذهب أغلبها للتصويت على ' الغميض 'ولم تعد تليق بحزب سياسي مرموق ولعل نقابة المعلمين في الزرقاء مثال حي وملموس لهذا الموقف الضعيف لهم وأنا أرقب تحركاتهم بشكل جيد في انتخابات النقابة التي يفترض أن تكون مهنية بحتة وغايتها المصلحة العامة من أي مرشح تراه الحركة الاسلامية سيمضي بها ويعلي من شأن الحركة ولكن ما يحدث على ارض الواقع فهو عكس ذلك تماما ، لان الكتل تضم قلة من أصحاب الخبرات المحدودة والغالبية العظمى مجرد حشوات لملئ الفراغ واقتناص فرصة السيطرة الكاملة على القرار وتغيب هنا الرؤية التي ازدحمت بها البيانات الانتخابية وبرامجها ويصبح الهم الاول والرئيسي هو التشبث بكراسي السلطة حصرا وليذهب الناخبون للجحيم لأن الأهم هو إعطاء الشارع الاردني صورة مضللة عن قوة الحركة التي استطاعت اكتساح اغلبية المقاعد ! وهذا ايضا حال تيار العشائرية التي تصر على منح نفسها حضورا انتخابيا على حساب التجمعات العشائرية الصغيرة وإن كان هذا الامر على حساب النتائج العملية للمرشح الفائز وكان الأصح هنا أن يبادر أبناء العشيرة الكبيرة لمنح انفسهم فرصة التريث قبل الاقدام على هذه الخطوة وهذه الالية المنتقدة من وجهة نظري الشخصية قد تحرم المقتدرين والأكفاء من أبناء العشيرة نفسها اذا تقدموا نحو موقف انتخابي يدفعهم للترشح وهم آهل للثقة بكل تأكيد ولكن ستقف رؤية المخالفين لفكرة الاجماع العشائري سدا منيعا يحجب هذا المرشح عن تقديم خدمته للوطن الذي يسعى الجميع للتزاحم والتدافع خدمة له .

أقدم إحترامي وتقديري للعشيرة التي اعتز وافتخر بصداقتي ومحبتي لكل ابناءها وهم من أهل الخير والنخوة والصلاح بشهادة كل من عرفهم وكذلك أوجه التحية للحركة الاسلامية واعضاءها جميعا دون استثناء وهي المؤسسة الحزبية العريقة على امتداد رقعة هذا الوطن ، وأتمنى أن يتقبلوا وجهة نظري بصدر رحب واعتبار موقفي مجرد نصح لا نبتغي منه الا الخير لهذا الوطن .
 
تابعو الأردن 24 على google news