إنتصارنا وهزيمتهم ..على أطلال الكرامة يا كرام !!
تامر البواليز
جو 24 :
توالت الإحتفالات والفعاليات إحتِفَاءً بنشوة نصرنا المبين والعظيم قبل خمسة عقود من الزمان على عدونا الأول واللدود الذي دككنا فيه حصن الجيش الذي لا يقهر ولا يعرف للهزيمة مكان ، وحق لنا أن نفاخر بما قدمه جيشنا العربي المظفر والباسل في ذلك اليوم ولكن .....
أليس من حق أهل الكرامة أن ينالوا كرامتهم التي سلبها النفعيون والمتكسبون ولسان حالهم التبجيل بمعركة الكرامة القاهرة للعدو ؟
ما أود الحديث عنه لا ينتقص أبدا من رصيد يوم الكرامة في نفوسنا ، والسبب بإختصار لأن الكرامة ليست صهيل خيول و صليل سيوف وحسب ، بل هي العزيمة والإرادة لديمومة النصر و إستمراريته ، وإن أردتم الحقيقة فالواقع يقول أننا ذهبنا بعيدا في إحتفاءنا بالكرامة وجعلنا حروفها و وقع سيوفها مُخْتَزَلَةٌ بالفعاليات والنشاطات الآنية ولم نجعل للوطن الذي يستحق من أبناءه الكثير رصيدا ملموسا للكرامة ومعناها الأصيل !
الكرامة في بلادنا العزيزة أضحت تراوح مكانها وجعلها بعض عتاة السياسة ذريعة لتحقيق ما يضمن لها ثبات أقدامها على المقاعد والمناصب ولم يتركوا للوطن إلا الفتات والضرائب ! ولسان حال الأغلبية الساحقة من الشعب تحت خط الفقر وحديدته ، والتعليم الذي يفترض به أن يكون عصب النهضة وأساسها لا إهتمام ولا قدسية لمكانته في قاموس الحكومات التي تحتفي بالكرامة يوما واحدا في كل عام !
لا أتحدث من وحي الخيال وترهاته بل أقول بما هو على ارض الواقع من ضياع الكرامة بمفهومها الشامل والكامل ونهضة أمتنا التي صنعت الكرامة بكل شرف وعزة تأجلت وتقهقرت إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا وعلميا ، وفي المقابل هناك و عند عدونا المهزوم والمكلوم نهضة علمية وإقتصادية جعلته يحتفي بالهزيمة في كل عام و إنتاجه القومي على البحث العلمي يمثل أعلى نسبة إنفاق في العالم !!
وللحديث بقية
حفظ الله الوطن