2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

تحذير غير موفق من الوزير الرزاز!

تامر البواليز
جو 24 :
هي مجردُ رسالةٍ لوزيرِ التربيةِ والتعليمِ الذي مازلنا نستبشرُ فيه الخير، وهو الذي استطاعَ أن يقدمَ أنموذجًا راقيًا في خطابِهِ مع المعلمين ، والحديثُ هنا عن تحذيرِ الوزارةِ للمعلمين ، بعدمِ العملِ خارج أوقات الدوام الرسمي دونَ إذنٍ رسميٍّ ....

اِطمئن معاليك فهذه الدعوة التحذيرية لن يكون لها أيُّ قيمةٍ أو وزنٍ ،عند الغالبيةِ الساحقةِ من المعلمين ، الذين اضطرّتهم الظروفُ للعملِ في مهنٍ أخرى لا شأنَ لها بمهنة التعليم ، والذي وجّه لكم النصيحة بإصدار هذا التحذير أجزم أنّه مِن أصحاب الكروشِ المتدليةِ التي انتفخَت وأشبعَها الدخلُ المثالي الذي يحظى به ، ولا يمكنُ أن يكونَ هذا الناصحُ المدلَّلُ مِن الذين تجرّعوا همومَ الميدانِ التربوي بأغلبيته الساحقة وهي ترزخ في أسوأ ظروفِ عملٍ تحظى بها مهنةُ التعليمِ في الشرق الأوسط .

لم تعد مهنةُ التعليم تلك الرسالةُ النبيلةُ التي تحظى باهتمامِ النظام السياسي والمؤسسة المعنية بإدارة أروقتها كما كانت قبلَ عقودٍ طويلةٍ ، ولا أبالغُ إن أشرت إلى أن المعلم ـ يا وزيرنا العزيز ـ هو الخصم الأول للحكومات المتعاقبة ، ولها من الصولات والجولات العديد من المواقف حين مارست دورا قوامه التهميش الممنهج ؛ الذي كانت غايته تدمير الصورة الجميلة التي عهدها المجتمع عن المعلم ، وكان هدفها الأساسي ولا أبالغ هنا إن قلت:

(هو إخراج جيل أبكم وأصم لا يفقه من العلم الا العناوين فقط وربما يفتقدها).....

وأنا هنا أعي ما أقول ولا أكترث مطلقا لمن يقول بتطرف موقفي ، وهذا التاريخ والحاضر أمامكم خير دليل ، وهذا النشئ أمامَكم الذي لولا مشيئةُ اللهِ ثم الثورة التكنولوجية ، التي فرضها العالم على البلادِ والعبادِ لكان اليوم في صورة مختلفةٍ عمّا نراهُ اليوم .

ما الذي قدّمتهُ الحكوماتُ التي تعاقبت على حكمِ بلادِنا للمعلم حتى تحذِّره من العملِ دون إذنٍ رسمي؟!!!

وما الذي جعلَ وزارةُ التربية والتعليم تستفردُ يتيمةً بهذا التعميم الذي نشرته وسائلُ الاعلامِ بكثافةٍ دون غيرِها من الوزارات؟!!!

عذرًا منكم إن قلتُ عن مهنةِ التعليم المقدَّسة بأنها أصبحت اليوم مدنَّسةً وأصابَها في الصميمِ نتائجُ السياساتِ الفاشلةِ التي أفرزتها القياداتُ التربويةُ البائسة واضطر المعلمُ مُكرَها بسببها للبحث عن مصدر رزق يحقِّق له الستر والكفاف ، ولم يكن مسعاه رفعَ معدلِ الرفاهيةِ والبرستيج في حياته.

و على ذلك أصبح المعلم بمجرد أن تنتهي ساعات العمل الرسمي مضطرًّا للعمل في مهنٍ متعددة تقدّم له شيئا يُعِينُه على سداد جزءٍ بسيطٍ من متطلبات الحياة الاقتصادية المخزية التي فرضها المشرِّعون والمخطِّطون على واقع بلادنا الاجتماعي والاقتصادي .

تحذيركم مردود عليكم يا سادة
والله ولي التوفيق . .
تابعو الأردن 24 على google news