jo24_banner
jo24_banner

سيناريو البلطجة المتوقع للحراك الشعبي !

تامر البواليز
جو 24 :
حتى هذه اللحظة لم أتمكن من إستيعاب وإستخراج نوع المخدر الذي إستخدمته حكومة الظل في وطني لإطفاء شعلة الحراك الشعبي في الدوار الرابع والمحافظات وقد تمكنت بحكمة ودهاء من إستقطاب موج هادر الى ضفة أخرى قوامها السراب ، وفي تلك الليلة الصاخبة التي إستقطبت جماهير الشعب الثائر الى الدوار الرابع تحت عنوان إفطار الرابع وقد شهدتها بنفسي وتصورت في تلك اللحظات الممزوجة بالعز والفخار ودرجات الوطنية العالية أن صوت الشعب لن يخمد وثورة حزيران الشعبية العفوية لن تقوى على تحطيمها أعتى امبراطوريات الحرس القديم وهي التي إستنزفت ما في جعبتها من تكتيكات كلاسيكية كانت تقوم من خلالها بتفريق وتشتيت أصحاب الرأي والمعتصمين !

درجة الوعي عند شعبنا العظيم عالية ولغة الانقلاب والتحريض على زعزعة أمنه وأمانه لم ولن تكون أبدا في حساباته ولديه القدرة على لجم اي صوت ينادي بذلك وهذا ما لا يدركه بعض المتمنطقين لثوب الوطنية الزائفة عند تشويههم وانتقاصهم من صورة الحراك والحراكيين ، وتلك النزعة الغبية التي يسندون اليها ظهورهم الحدباء حين تتغنى بالتناغم بين الشعب والقيادة على لسان حفنة من المنتفعين والمقامرين فقط لمجرد حصولهم على قدر وافر وزاهر من الغنائم والمكاسب التي ان شاء القدر أنتزاعها منهم انقلبوا على الوطن وتأمروا عليه !

خطأ كبير ارتكبته القوى الشعبية والرسمية التي قادت الحراك حين أعلنت إنسحابها وتراجعها المخجل عن ساحات الحراك الشعبي ، وأتحدث هنا بشكل خاص عن مجلس النقابات المهنية والاحزاب ، وكلاهما ما لبث ان جلس على كرسي الحوار مع رئيس الحكومة المكلف حتى اعلن تراجعه وتثبيطه للميادين تحت وقع خطاب المهلة والتصبر وكان بإمكانهم على أقل تقدير إنتظار تشكيلة الحكومة ليتبين الخيط الأبيض من الأسود وها قد خرجت التشكيلة والعزائم قد استهوتها السكينة والصدمة !

السيناريو القادم للحراك الشعبي الذي خرج قبل أيام وانتهى قبل ساعات، لم يعد كسابقه من حيث الظروف والأرضية التي تعززت وأسندت الى حد معين بغضبة نقابية وحزبية على قانون ضريبة الدخل بالدرجة الاولى وارتفاع الاسعار وغيرها من الظروف الاقتصادية التي أصابت الشعب في الصميم وانهكت جيوبهم سياسة الجباية ، وفي ظل تراجع القوى الداعمة عن موقفها وإستهوتها المهل المئوية فالحراكيين أمام موقف يعيدهم لمربع التحركات الشعبية في زمن الربيع العربي ، وصوتهم الهادر والمزلزل الذي لا ينتظر دعما من أحد سيقف بمواجهة السياسات الرسمية التي لم يتغير عليها شيءوسيكونوا عرضة لنفس السيناريوهات الهجومية من تشويه وبلطجة واتهامات بجر الوطن الى المجهول وزعزعة أمنه وإستقراره وزد عليها جرعات العمالة للخارج والتدخلات الاجنبية والشيكات والكوبونات وغيرها من اساليب التشويه والتخريب التي يراد منها وقف كل اشكال التعبير عن الرأي والاحتجاج ودفع الناس الى مستنقع الخنوع والذل رغم أنوفهم  وتصبح مقطوعة الأمن والأمان تطرب اسماع الصغار والكبار ليل نهار !

لست من هواة تثبيط الهمم ولدي العزيمة للثبات والتشبث برأيي ومبادئي مهما كلفني الأمر ، ورسالتي هنا أهدف من خلاله لتوصيف المشهد الحراكي الشعبي بدقة وقد أصابته الكثير من الصدمات خلال السنوات الماضية وما ينقصهم لمواجهة المثبطين هو التنظيم والترتيب ولا اقصد تنظيما رسميا ومؤسسيا بذلك القدر الذي يتوجب فيه دراسة كيفية إقناع الشارع بآسره أن مطالب الحراك مشروعة ولصالح الوطن وهذا سيدفع القوى الهائمة والنائمة من حزبيين ونقابيين وغيرهم من القطاعات الرسمية والشعبية للصحوة والتحرك .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير