رسالة عتب الى الرزاز وزير التربية والتعليم !
تامر البواليز
جو 24 :
لا شك على الإطلاق بأن إطلالة و كاريزما الوزير الرزاز إستطاعت بفترة وجيزة إعادة وقولبة مفهوم الخطاب الناقد لسياسات وزارة التربية والتعليم، و بشكل مختلف تماما عن السنوات الأخيرة التي إعتدنا فيها على إتساع رقعة القصف الإعلامي المستمر للوزارة ومن يقود دفتها ، وبالنسبة لي فقد حرصت سابقا ولاحقا على إنتقاء وإرتقاء الحروف التي يخاطب فيها صاحب القيادة والسيادة في وزارة التربية و في هذه المرحلة على وجه التحديد لعلمي الأكيد بأن انتقاده الأن في مساحة الإنفتاح والتقارب التي صنعها بحكمة وحنكة لا يمكن تقبلها بسهولة ، واليوم أجد نفسي مضطرا للرد على ما كتبه الوزير يوم أمس في مقالته التي خصخصها وإقتنصها للتعبير عن رؤية الوزارة لمشروع البصمة !
الرزاز يوم أمس إكتنزت رسالته الى المعلمين بسقطات غير موفقة على الإطلاق وبمجرد أن يستهل حديثه بوجود مطالبات ميدانية من المعلمين مرادها إلغاء البصمة فقد وضع القارئ بذكاء أمام خيار مستحيل ويدركه الجميع، ولكنها القدرة على توظيف النص من بدايته لإظهار البصمة بإعتبارها فكرة نهضوية بإمتياز وهناك من يدعو لإلغاءها ! ، الموقف برمته ونحن جميعا من قلب الميدان لم نجد فيه أي دعوة للإلغاء بل مجرد مطالبات لتقدير وتحكيم الظروف التي يعيشها المعلم في مركز عمله بشكل يومي ، والمسألة ليست مجرد إثبات حضور ومغادرة فقط ، والضبط لإيقاع هذا الأمر كان حاصلا من قبل والتجاوزات أساسها ومنبعها لا يضبطها جهاز تبصيم عابر ، والأصل هنا أن نتحدث عن منظومة تعليمية وتربوية بشكل متكامل وعدم إسقاط كل القضايا على البصمة وحسب .
لا باس على الإطلاق ولتمضي البصمة على بركة الله وعونه وسيلتزم بها الجميع دون إستثناء والوزير إن أراد للفكرة أن تمضي بكل سلاسة ويسر فليتخذ قراره بمراعاة ظروف العمل بكافة معطياتها والأمر لن ينقص من هيبة الوزارة شيء والموقف لا يحتاج لكل هذا الجدل والإجتهاد وطالما أن المعلم والمربي يقوم بدوره على أكمل وجه وفي توقيت زمني محدد فلا أجد اليوم أي ضرورة للقرار المتعنت والمتشدد بالتوقف عند دقائق سخيفة وصغيرة وتقييد صاحب الشأن بها !
أخطأ الوزير حين أفرد مساحة من وقته وخطابه للحديث عن "البصمة "والأمر بحق لا يستحق !! وهو من صرح بمشروع الوزارة الاستثنائي قبل شهور واعلن على الملأ وأمام وسائل الإعلام أن مشروع الربط الالكتروني سيخلق ارضا خصبة لتوظيف التكنولوجيا الحديثة لرفع كفاءة التعليم ورفده بتقنيات حديثة وغيرها من الأمور الأخرى التي لم نعلم عنها للأن الا في حدود الخبر الصحفي لإعلان تشغيل المشروع !!!!
واليوم يظهر الأمر بصورة مغايرة ويتبين أن مشروع الربط هو مجرد ضبط ! ولا مكان لتوظيف تكنولوجيات وميثولوجيات المشروع إلا في مجال واحد وهو البصمة فقط وأضحى الميدان المزدحم بالقضايا والهموم امام خلطة سحرية واحدة فقط وبها سيتحقق الفرج والنصر .
رسالة الرزاز كانت حاسمة بقرارها المتمسك بالبصمة وقاصمة بسقطة الإشارة لوجود مدارس تغادر عند العاشرة وأمام المجتمع بكافة أطيافه من طلبة وأولياء أمور وغيرهم والمعلم لديه ما يكفي من رصيد التراجع في مكانته الإجتماعية ليضاف اليها هذا الأمر ! وتلك الهموم التي مر عليها الوزير مرور الكرام في ختام حديثه ودون حل تضاف الى رصيده المتخم ايضا !
وزيرنا الأكرم ، إصنع ما شئت وتقدم ببصمتك دون رجعة وبما يلائم ظروف الميدان التي تعرفها جيدا ، وفي نفس الوقت إصنع للمعلم مكانا يليق به وإمنحه قليلا من الإهتمام وحينها ستجد البصمة بلا قيمة وثمن ، ومن وحي المثاليات في مخيلتي أقول بأن لنا من تجربة المعلم في كوريا الجنوبية وفنلندا خير دليل وبرهان !!