2024-04-24 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ارتياح في الحركة الإسلامية

عمر العياصرة
جو 24 : المشهد الانتخابي بدأ يتحدث عن نفسه، فقد كرّست الدولة أسلوبها المعتاد الذي (يمهل ولا يهمل) (يزور ولا ينصف)، ولعلّي استحضر ما قاله الكواكبي «من أنّ الوصي ليس في صالحه بلوغ الأيتام رشدهم».
حين قاطعت الحركة الإسلامية الانتخابات الأخيرة كانت تستشرف ما نراه اليوم، حيث كانت تعلم أنّ هندسة مقاعد المجلس ستظلّ تحت وقع التلاعب.
حذّر الإسلاميون من أنّ القانون ظالم بلا شك وسيفتت المجتمع، واستشرفوا المحتوى المقرر مسبقا قائلين أنّه سيخلو من أهل السياسة والبرامج، حيث لا خبز لهم في ميمعة «الكروموسومات والمال السياسي».
سقطت السياسة يوم الأربعاء في اختبار صندوق السلطة، فقد فاز رأس المال والعشائريون غير المسيسين، كما أنّ طرف ديني رسمي بات في اللعبة البرلمانية بعدما عهدناه في أروقة الأوقاف والتشويش فقط.
اليسار والقوميون فشلوا واليسار الوطني لم يحالفه النجاح كذلك، وهذين الفريقين نتذكّر أنّهم قابلوا الملك، وخرجوا يهللون أنّ الملك يساري وسال لعابهم رغبة في ملء الفراغ.
حتى الأحزاب الوسطية الموالية خسرت المعركة (التيار الوطني، الجبهة الموحدة، الرسالة) وانتصر في المحصلة التقصير السياسي وانعدام الرؤية.
الهيئة المستقلة فشلت في موضوع المال السياسي وفشلت في الفرز وتاه كبيرها عبد الإله الخطيب بين مسننات البيروقراطية الضليعة في خبرات التلاعب.
نعم «ملاخمة» الهيئة المستقلة لم يكن لها مثيل لأو حدود، ظهرت تابعة متخبّطة تعلن فوز مرشح «قشوع» وتتراجع لتعلن فوز آخر، كأنها لا تعرف البلد وحدود طاقة أبنائه.
هناك من يقول أنّ الدولة في العملية الانتخابية كانت إداريا وإجرائيا نزيهة، لكنها افتقدت تلك الميزة سياسيا، ولعلّ هذا الكلام أقرب إلى الطريقة السردية السطحية منه إلى الحسّ التحليلي والنقد البناء.
الانتخابات فشلت شكلا ومضمونا، وفقه التبرير والتمرير واختلاق النجاح لن يغيِّر من المضمون الموضوعي شيئا فارقا.
الحركة الإسلامية وشركاؤها يبدون اليوم أكثر يقينا ممّا سبق، فمحتوى البرلمان الحالي تكفَّل وحده بتفكيك الخطاب الدعائي للسلطة وعرّى هذه الترسبات السياسية.
البرلمان الحالي لن يصمد كثيرا، وعدم تسليط البعض الضوء على أمور تفضِّل الدولة بقاءها في الظلام لن يحمي الصيغة الناقصة للإصلاح من الانكشاف.
دعونا نجلس نتحاور، فما جرى من محرجات لم يكن بسبب طبيعة المجتمع الأردني، بل هو سياسة دولة يجب أن تتوقف.السبيل
تابعو الأردن 24 على google news