استقالة المجالي...تقهقُرُ السكّر وصعود القطن
عمر العياصرة
جو 24 : اعتاد المهندس عبد الهادي المجالي ان يجلس في المواقع الأمامية، وظن أن مشاركته الشخصية في الانتخابات ستتفهمها السلطات على أساس أنها تضحية، وأنه يستحق البقاء في الامام.
لكن ما يجري اليوم في أروقة البرلمان وما يدور في خلد الدولة بعد تعيين الدكتور فايز الطراونة رئيسا للديوان الملكي لم تأت على وقع حسابات المجالي، فقرر الرحيل لكن مع ضجيج سياسي.
لقد اعلن عبد الهادي المجالي بعد اجتماع المكتب التنفيذي لحزب التيار الوطني استقالته من البرلمان، وأشار الى احتمال حل الحزب احتجاجا على سير العملية الانتخابية « اي على نزاهتها المفقودة «.
تاريخية تيار عبد الهادي المجالي الذي تقلب على أسماء كثيرة كان في أعماقه من صناعة رسمية تهدف في حينها الى مغالبة الإسلاميين ومواجهتهم في الساحة الحزبية.
هذه الوصفة فشلت مرات ومرات، لكن المهندس استفاد منها في بناء نفوذ ومراكز قوى اشعرتنا احيانا انها متمردة على الطاعة الرسمية.
انتهت اللعبة، وانتهت الوصفة، وجاءت حسابات حقل التيار الوطني «المجالي» على غير حسابات البيدر الذي انتجته رغبة رسمية بالذهاب نحو قوى جديدة لمواجهة الاسلاميين.
البعض من الزملاء اعتبر الخطوة مفاجئة، لكنني وللامانة لم انظر لها بهذا المنطق، على العكس كانت متوقعة ويمكن التكهن بها.
المجالي وتياره يشعران بجرح غائر في الكبرياء، فالانتخابات خذلتهم معتقدين أنها كانت موجهة ضدهم وأن بوصلة الدولة لم تعد تركن اليهم.
لكنهم انتظروا هندسة المشهد، سواء في البرلمان او ارهاصات الحكومة، وحين خانتهم التوقعات قرروا توجيه ضربة للمطبخ طاعنين بالعملية السياسية.
اليوم ينفلت المشهد من عقاله، وتتبدل حجارة الدومينو بصورة متمردة، وهذا يذكرنا بمقولة «اريك هوبزباوم» في معرض قراءته لتاريخ أوروبا الاقتصادي « لقد تقهقر السكر وصعد القطن».
تبدلات مؤسفة مورست على القوى الاردنية الاجتماعية والسياسية، التيار الوطني يتقهقر بقرار لا وفق تراجع برامجي شعبي، والوسط الاسلامي يصعد بقرار وعلى قاعدة «انفخ فقاعة».
العملية السياسية في بلدنا باتت مفتوحة البطن، وهاهي تتعرض لسيل من الفيروسات الضارة جدا، وقد آن الاوان للذهاب نحو مكاشفة مختلفة وحوار جدي ومن ثم صيغة إنقاذ كبيرة ووطنية وحقيقية.السبيل
لكن ما يجري اليوم في أروقة البرلمان وما يدور في خلد الدولة بعد تعيين الدكتور فايز الطراونة رئيسا للديوان الملكي لم تأت على وقع حسابات المجالي، فقرر الرحيل لكن مع ضجيج سياسي.
لقد اعلن عبد الهادي المجالي بعد اجتماع المكتب التنفيذي لحزب التيار الوطني استقالته من البرلمان، وأشار الى احتمال حل الحزب احتجاجا على سير العملية الانتخابية « اي على نزاهتها المفقودة «.
تاريخية تيار عبد الهادي المجالي الذي تقلب على أسماء كثيرة كان في أعماقه من صناعة رسمية تهدف في حينها الى مغالبة الإسلاميين ومواجهتهم في الساحة الحزبية.
هذه الوصفة فشلت مرات ومرات، لكن المهندس استفاد منها في بناء نفوذ ومراكز قوى اشعرتنا احيانا انها متمردة على الطاعة الرسمية.
انتهت اللعبة، وانتهت الوصفة، وجاءت حسابات حقل التيار الوطني «المجالي» على غير حسابات البيدر الذي انتجته رغبة رسمية بالذهاب نحو قوى جديدة لمواجهة الاسلاميين.
البعض من الزملاء اعتبر الخطوة مفاجئة، لكنني وللامانة لم انظر لها بهذا المنطق، على العكس كانت متوقعة ويمكن التكهن بها.
المجالي وتياره يشعران بجرح غائر في الكبرياء، فالانتخابات خذلتهم معتقدين أنها كانت موجهة ضدهم وأن بوصلة الدولة لم تعد تركن اليهم.
لكنهم انتظروا هندسة المشهد، سواء في البرلمان او ارهاصات الحكومة، وحين خانتهم التوقعات قرروا توجيه ضربة للمطبخ طاعنين بالعملية السياسية.
اليوم ينفلت المشهد من عقاله، وتتبدل حجارة الدومينو بصورة متمردة، وهذا يذكرنا بمقولة «اريك هوبزباوم» في معرض قراءته لتاريخ أوروبا الاقتصادي « لقد تقهقر السكر وصعد القطن».
تبدلات مؤسفة مورست على القوى الاردنية الاجتماعية والسياسية، التيار الوطني يتقهقر بقرار لا وفق تراجع برامجي شعبي، والوسط الاسلامي يصعد بقرار وعلى قاعدة «انفخ فقاعة».
العملية السياسية في بلدنا باتت مفتوحة البطن، وهاهي تتعرض لسيل من الفيروسات الضارة جدا، وقد آن الاوان للذهاب نحو مكاشفة مختلفة وحوار جدي ومن ثم صيغة إنقاذ كبيرة ووطنية وحقيقية.السبيل