انيروا شمعداناتكم وانشدوا تراتيلكم في بيتكم الاسود كما يحلو لكم ..فالقدس عربية
باسل العكور
جو 24 :
بمنتهى الصفاقة والبجاحة والتحدي لمشاعر العرب والمسلمين تقول السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة نيكي هالي في لقاء على السي ان ان " ان السماء لم تنطبق على الارض بعد اعلان بلادها القدس عاصمة لدولة الاحتلال الصهيونية ، وتؤكد بانه قد "مر الخميس والجمعة والسبت والاحد ولا تزال السماء في مكانها ما نقوله امر حقيقي القدس عاصمة اسرائيل " ..
ماذا كانت السفيرة الامريكية في المنظمة الدولية التي اصدرت قرارات واضحة تؤكد حق الفلسطينيين في القدس الشريف تتوقع؟ هل كانت تظن ان الشعوب العربية والاسلامية ستحمل معاولها وستنقض على اسرائيل والمصالح الامريكية في المنطقة؟ هل كانت تعتقد بان الانظمة العربية ستشد رحال جيوشها صوب المسجد الاقصى؟ هل كانت تظن بان ضجيج الدبابات والراجمات العربية سيحطم جدار الصوت؟ .. الانظمة والشعوب العربية والاسلامية قالت كلمتها واسمعت صوتها للعالم، ولكن يبدو ان امريكا لا تفهم هذه اللغة!!!
واضح ان الولايات المتحدة تبني قراراتها ومواقفها على ارضية انهم نجحوا في اخصاء الامة ،بعد تدمير عواصمها الواحدة تلو الاخرى وتمزيقها كِسفا وتحطيم معنويات ابنائها وبناتها ،واشاعة الفرقة بين انظمتها، وابتزاز قادتها وفرض الاتاوات عليهم مستخدمين الفزاعة الايرانية الفارغة ..
اليوم سقطت الاقنعة وكشفت امريكا عن وجهها القبيح واظهرت بكل صلف ودون استحياء او وجل ، الكراهية والازدراء الذي تضمره للامتين العربية والاسلامية ،انها الحقيقة الوحيدة التي باتت اوضح من قرص الشمس في سماء جزيرتنا العربية القاحلة الجرداء ..
ان هشاشة ردود فعل قادة الامتين العربية والاسلامية لا تعني ان الشعوب ستتجاوز القرار الكارثة ، سلمية الاعتصامات التي اندلعت في عدد من عواصم الدول الاسلامية لا تعني ابدا ان هذه الجموع الغفيرة غير مستعدة للشهادة في سبيل الله ودفاعا عن المقدسات ،عدم مشاركة الملايين في التظاهرات لا يعني ابدا ان هؤلاء لا تسكنهم الغصة ولا يتملّكهم الغضب ، اصوات المتظاهرين والمتظاهرات المتحشرجة والخائفة والقلقة من هروات رجال امن بني جلدتهم، لا تعني ابدا ان مشاعر القلق والخوف هذه ستدوم ، انشغال الملايين بلقمة الخبز المغمّسة بالذل والمهانة والعبودية لن تطفىء جوع الناس للحرية والكرامة، موت الامتين العربية والاسلامية السريري الذي اعلنه الغرب، والذي دفعهم اليوم للتنمر وتقصد ايلامنا واهانتنا وسلبنا اوطاننا ومقدساتنا لا يعكس واقع الحال ، فامتنا وان ماتت فيها المروءة بفعل فاعل ،فانها حية لا تموت وباقية وصامدة وصابرة ولديها طرائقها المتنوعة في الرد و المقاومة .
احتفلوا بانتصاركم للباطل ،احتفلوا في بيتكم الاسود بانتصاركم على امة مبتلاة بحكامها ،بانتصاركم المرحلي على الحق والعدالة والشرعية ، اقرعوا الكؤوس بعد ان استبحتم ارضنا وصادرتم حقوقنا ومقدساتنا ،اضيئوا شموع شمعداناتكم السباعية فلقد خفت نور العدالة ،ارقصوا على انغام تراتيلكم التوراتية فرحا بعد ان فتحتم ابواب القدس لقطعان المستوطنين ،ولتستمر افراحكم لثمانية ايام او ثمانية اعوام ،وربما ثمانية عقود ،ولكننا مؤمنون بان هذه النشوة لن تدوم ،ولو انها دامت لغيركم من القوى الغاشمة لما وصلت اليكم . فاعتبروا من دروس التاريخ على الاقل ،ان كنتم على يقين بانكم قد أجهزتم على امتنا، وهذا لن يحدث .
ارقصوا وغنوا واعلنوا اعترافكم الذي لا يعنينا في شئ ،فالقدس عربية، وفلسطين أرض محتلة من النهر الى البحر ..هذه قناعتنا التي لن تتزحزح ولو انضم العالم كله الى جوقتكم ، نحن ابناء الاردن وفلسطين لن نعترف باسرائيل ولو وُقّعت الاتفاقيات وتوالت الاعترافات ..القدس الشرقية والغربية فلسطينية عربية اسلامية مسيحية ..