jo24_banner
jo24_banner

زيارة مقولبة وعباءة بائسة

عمر العياصرة
جو 24 : بشار الاسد في مأزق منطقي، والدليل انه يسمح للاعلام بتصوير وفد من مناصريه الاردنيين –وهم اقلية جدا هامشية– يزورونه ويمجدونه في اطار مشهد «تراجيد فكاهي».
انا اتفهم ان ننقسم في مواقفنا من النظام السوري مع بدايات الازمة، لكنني استغرب ان نصفق لرئيس يموت الى هذه اللحظة من مواطنيه اكثر من 60 الف شهيد.
للاسف البنية مريضة يقودها الهوس، هذا واضح ويصلح لتفسير عدم قدرتنا على فهم العدو من الصديق والاخيار من الاشرار.
العباءة التي ارتداها بشار الاسد ليست اردنية ولا تمثلنا، وأظنها صنعت في مخايط الامن الدبلوماسي السوري المفلس الباحث عن بصيص أمل غير ممكن.
هذا الوفد –بالمناسبة حر في التعبير عن رأيه– سبق أن زار السفير السوري في عمان بهجت سليمان، وألبسوه ذات العباءة، واصفينه بـ»أيوب الصبر» رغم علمهم أنه من ضباع القتل والاستبداد.
يصعب علينا تفهم هذه المواقف وفجاجتها، أهي الايدلوجيا العمياء الركيكة أم هي اجندة الحسابات البنكية ذات الاغراء الفطري؟
هذه الزمرة القموجية لا تستوعب الى الآن أن بشار لم يعد قوميا، لا هو ملتزم بالحدود الدنيا من منطق البعث، الاسد طائفي بكل درجات اليقين، وقد آن لهؤلاء ان يقفوا على عقولهم لا على جيوبهم.
ألم يسمع هؤلاء تصريحات بهجت سليمان الاخيرة المذهبية التي تخلى فيها عن مصطلحاته القومية والبعثية، متجها نحو تعابير الكربلائية والعاشورائية اظهرت حقيقة المعركة ووجه النظام النهائي.
لسنا مع تفتيت سوريا او مع استهدافها خارجيا، لكن السؤال: ماذا يمكن ان نصف قتل اكثر من 60 الف مواطن، هذا القتل دفاع عن ماذا؟ وهو ثمن لأي شيء.
كان الأجدر بهؤلاء حين أتيحت لهم الفرصة بمقابلة بشار الاسد، أن ينصحوه بمهمة قومية عنوانها رحيله تنقذ سوريا البلد والشعب والمقدرات.
الزيارة مقولبة ومرسومة، أما العباءة فهي تغرير ورقص على جثث الشهداء، وهي لن تغني الاسد عن مصيره المؤكد بالرحيل.
المهم في خاتمة النقاش أن يفهم هؤلاء أنهم لا يمثلون الاردنيين بمجموعهم، هم يمثلون أقلية لها الحق في التعبير عن موقفها، لكننا في المقابل نملك أن نرفض افعالهم في اطار من الانتظار وكظم الغيظ.السبيل
تابعو الأردن 24 على google news