تحركات مريبة لأدوات النظام
عمر العياصرة
جو 24 : شعرنا بالقلق ونحن نشاهد مدير الأمن العام حسين هزاع المجالي يقوم بزيارة الأقصى الشريف بعد موافقة "إسرائيل" وتوليها حمايته من خلال حرسها الخاص.
هذه الزيارة لم تكن منقطعة الصلة عن زيارات أخرى قامت بها شخصيات أردنية مرموقة، وقد لوحظ أنّ زخما أصاب هذه الرحلات، وأنّها حظيت بمباركة وموافقة إسرائيلية.
لماذا يقوم مدير الأمن بزيارة القدس، ما المبرر؟ فهو من باب أولى يمثّل شخصية عسكرية أمنية لم يكن هناك داعٍ لزجّها في موقف يحمل دلالات ورسائل سياسية.
لماذا يريد النظام إرضاء "إسرائيل" من خلال إظهار وصايتها المعقولة على القدس؟ ولماذا يريد إرضاء الخارج من خلال حديثه عن تبنّي المفاوضات والتذكير بالدور الأردني الأخير فيها؟
ما أخشاه أن يكون النظام في بلدنا وإجابة عن السؤال السابق، قد بدأ رحلة البحث عن شرعية خارجية يواجه بها تصدعات الداخل والشكوك المتراكمة حول "شرعية الإنجاز".
في سياق ذلك، ظهرت تسريبات حكومية تتحدث عن توسع جديد في التعامل مع قرار فك الارتباط تكرّس من خلالها تهديدات واسعة بمزيد من سحب جنسيات لأردنيين من أصل فلسطيني.
وبغض النظر عن نفي الحكومة للأمر، فالواضح أنّ ثمة توجُّه رسمي يقضي بتخويف "المكون الفلسطيني" وحشره في الزاوية ليسكت ويمرر الصيغة الإصلاحية المزعومة وعلى رأسها قانون الانتخاب الأخير.
أمّا الشرق أردنيين، فطريقة التعامل معهم كانت وفق منطقين، الأول يقضي بتخويف الأحرار واعتقالهم ومحاولة ضرب حراكاتهم أمنيا.
أمّا الثاني فقد اتخذ صيغة ما يعرف بمظاهرات الولاء لإثبات أنّ المحافظات راضية بالواقع الحالي، وأنّها تدعم خطوات النظام كيفما كانت اتجاهاتها.
هذه التحركات تثبت أنّ النظام قد تراجع عن الإصلاح الحقيقي، وأنّه يشتد عوده ربما بقبول الخارج بصيغته الإصلاحية الحالية وهذا ما لمسناه في بيان الاتحاد الأوروبي الأخير.
هذا الواقع يذكّرنا بنظام مبارك الذي راهن على "إسرائيل" وشرعية الخارج، واعتمد على الآلة الأمنية لضرب وإدارة الحياة السياسية، لكن السؤال: ماذا كانت النتيجة؟
ما أخشاه وما أنا قلق تجاهه، أن تكون أدوات النظام قد قررت اللعب بالنار والرهان على أيّ مشروع غير الإصلاح الحقيقي.
لا تُدخلوا البلد في نفق مظلم، ولا تحرّضوا المكونات على بعضها، فلا شرعية اليوم تعلو على شرعية الإنجاز، ولا إنجاز إلاّ بالديمقراطية ومحاربة الفساد، فهلّا تعقلون.
السبيل
هذه الزيارة لم تكن منقطعة الصلة عن زيارات أخرى قامت بها شخصيات أردنية مرموقة، وقد لوحظ أنّ زخما أصاب هذه الرحلات، وأنّها حظيت بمباركة وموافقة إسرائيلية.
لماذا يقوم مدير الأمن بزيارة القدس، ما المبرر؟ فهو من باب أولى يمثّل شخصية عسكرية أمنية لم يكن هناك داعٍ لزجّها في موقف يحمل دلالات ورسائل سياسية.
لماذا يريد النظام إرضاء "إسرائيل" من خلال إظهار وصايتها المعقولة على القدس؟ ولماذا يريد إرضاء الخارج من خلال حديثه عن تبنّي المفاوضات والتذكير بالدور الأردني الأخير فيها؟
ما أخشاه أن يكون النظام في بلدنا وإجابة عن السؤال السابق، قد بدأ رحلة البحث عن شرعية خارجية يواجه بها تصدعات الداخل والشكوك المتراكمة حول "شرعية الإنجاز".
في سياق ذلك، ظهرت تسريبات حكومية تتحدث عن توسع جديد في التعامل مع قرار فك الارتباط تكرّس من خلالها تهديدات واسعة بمزيد من سحب جنسيات لأردنيين من أصل فلسطيني.
وبغض النظر عن نفي الحكومة للأمر، فالواضح أنّ ثمة توجُّه رسمي يقضي بتخويف "المكون الفلسطيني" وحشره في الزاوية ليسكت ويمرر الصيغة الإصلاحية المزعومة وعلى رأسها قانون الانتخاب الأخير.
أمّا الشرق أردنيين، فطريقة التعامل معهم كانت وفق منطقين، الأول يقضي بتخويف الأحرار واعتقالهم ومحاولة ضرب حراكاتهم أمنيا.
أمّا الثاني فقد اتخذ صيغة ما يعرف بمظاهرات الولاء لإثبات أنّ المحافظات راضية بالواقع الحالي، وأنّها تدعم خطوات النظام كيفما كانت اتجاهاتها.
هذه التحركات تثبت أنّ النظام قد تراجع عن الإصلاح الحقيقي، وأنّه يشتد عوده ربما بقبول الخارج بصيغته الإصلاحية الحالية وهذا ما لمسناه في بيان الاتحاد الأوروبي الأخير.
هذا الواقع يذكّرنا بنظام مبارك الذي راهن على "إسرائيل" وشرعية الخارج، واعتمد على الآلة الأمنية لضرب وإدارة الحياة السياسية، لكن السؤال: ماذا كانت النتيجة؟
ما أخشاه وما أنا قلق تجاهه، أن تكون أدوات النظام قد قررت اللعب بالنار والرهان على أيّ مشروع غير الإصلاح الحقيقي.
لا تُدخلوا البلد في نفق مظلم، ولا تحرّضوا المكونات على بعضها، فلا شرعية اليوم تعلو على شرعية الإنجاز، ولا إنجاز إلاّ بالديمقراطية ومحاربة الفساد، فهلّا تعقلون.
السبيل