الكنفدرالية وسياسة فكَّيْ الارتباط الإسرائيلية
د.كمال الزغول
جو 24 :
عندما يفكر صانع القرار في اسرائيل بأي حل يحلو له حول القضية الفلسطينية يتغنى ويحلم بأفكاره، ويبث فكرته داخل الوسط الاعلامي والاكاديمي الفاعل في اسرائيل، وهذا الوسط يعتبر مفسر لأحلام اسرائيل .اسرائيل وعبر مفسري الاحلام اولئك تحاول تفسير احلامها بعقل وتلعب مع طامعي السلطة من العرب ،بحيث ترمي حجر النرد وتختار العدد الذي يناسبها ولا يناسب اللاعبين، والثورة الكلامية المنتشرة حول الكنفدرالية بين الاردن والضفة الغربية انما هي تجسيد للحلم الذي لم ينزل صاحبه عن سريره وفي سريرته تحويل الاحتلال الى إحلال.
السياسة الاسرائيلية استخدمت استراتيجية فكّي الارتباط لحوسبة الاراضي على طريقتها الخاصة حيث الصقوا و حركوا غزة باتجاه مصر،ويتجهزون لضم اجزاء من الضفة الغربية باتجاه الاردن .
فكرة فصل القطاع عن الضفة الغربية لتقسيم الكفاح وتدميرالوحدة وسرقة الاراضي وبناء المستعمرات وتحقيق الإحلال كانت مثالاً واضحا لاستراتيجية فكَّيْ الارتباط ، حيث قامت اسرائيل بتوجيه خارطة غزة باتجاه مصر للخلاص من العبء الأمني هناك وهذه تعتبر مرحلة فك الارتباط الأول ، والآن جاءت مرحلة فك الارتباط الثاني حيث ترغب اسرائيل بفك ارتباطها عن الضفة الغربية كما فعلت في غزة عدا المستعمرات ، والذي يعتبر هدف اسرائيلي لنقل التنسيق الأمني من جعبة السلطة الوطنية الفلسطينية الى جعبة الاردن وصناعة شرخ بين الشعبين يؤدي الى عدم استقرار في الكنفدرالية المزعومة ولجعل المقاومة خلف حاجز آخر وضمن حدود دولة أخرى وهي الاردن والتي ستصطدم بعقبة شبه الكنفدرالية وأمن حدودها .
وكما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني امام المتقاعدين العسكريين فإن الكنفدرالية تعتبر "خط أحمر". أي كنفدرالية تحدث بين دولتين مستقلتين تخضع لاستفتاء الشعبين في تلك الدول ومراجعة بنود الاتفاقات السابقة، لكن هنا من من راقب اسرائيل وكيف عبثت في عملية السلام فإنها لا تعود للوراء وتعتبر أي اتفاق سابق كمستعمرة بُنيت وانتهى الأمر . فكرة الكنفدرالية ستخلق فوضى عارمة يختلط فيه الكفاح والنضال مع اللجوء والتجنيس ونكران حق العودة، وسيتبع ذلك مشروع يهودية الدولة الذي سيُخرج عرب الداخل وفلسطيني الضفة الى اراضي الكنفدرالية المزعومة والتي لحد الآن لا تُعرف الأراضي الفلسطينية فيها الى اين وصلت ،لأن مفاوضات غزة واريحا اولاً لم تنته بعد. .اليس الأولى الخروج من غزة واريحا اولاً لتحديد اراضي الكنفدرالية ثانياً، وإعطاء الفلسطينيين دولتهم ثالثاً، ومن ثم تأتي الكنفدرالية الحقيقية رابعاً، وقبل ذلك عودة الاراضي الاردنية المستعادة لكي نعرف حدود الكنفدرالية بين الدولتين!!! اليس من الأولى اعطاء الفلسطينيين موانيء على المتوسط كي تتنفس الكنفدرالية الصعداء!!!.
فكرة ضم ارض فلسطينية محتلة غير مستقلة يعتبر توسع لا كنفدرالية حسب العلاقات والاعراف الدولية، وفكرة التمسك بالمستعمرات داخل الضفة الغربية يعني بقاء اسرائيل داخل الكنفدرالية المزعومة ، اذا نحن امام بقاء اسرائيلي وخروج فلسطيني وهذا هوالحلم الاسرائيلي المستقبلي، ولذلك اسرائيل الآن تحلم وحالمو السلطة يتمتمون الحلم الاسرائيلي حسب قياس اسرائيل لا قياس قرن من النضال العربي الفلسطيني، واذا لم يدرك الحالمون العرب ان إسرائيل تستخدم سياسة فكَّيْ الارتباط الاستراتيجية حتما ستفرض اسرائيل على المنطقة ما تريد.وفي النهاية لا يمكن لأي طامع في سلطة ان يتمتم بالكنفدرالية وحدود دولة فلسطين ما زالت غامضة للمجتمَع الدولي بأكمله.!!!!!