الشبكة المعلوماتية: امبراطوريات بلا توازن استراتيجي
د.كمال الزغول
جو 24 :
يوجد فرق بين الكواكب الحقيقية والكواكب التي اوجدتها شبكة الانترنت مثل وسائل التواصل الاجتماعي التفاعلية! فكواكب الشبكة المعلوماتية لا تحتاج الى مكوك فضائي يقطع مسافات بعيدة لكي تستقبل زائريها كالمريخ مثلا ، فالناس يعيشون على سطح الفيس بوك مثلا بطريقتهم الخاصة ، يطبخون ويأكلون بواسطة تطبيق الوصفات المعروضة ، ويتفقون ويجاملون بعضهم ويتعاركون ويتنافسون على سطحه ،في الوقت الذي وصل الانسان فيه الى القمر وهو الاقرب الى الارض، لكنه لم يستطع العيش عليه، وعلى العكس من ذلك، نظم الانسان حياته على كواكب مختلفة من خلال الانترنت ، فكلما قلّ التفاعل على كوكب الارض كلما زاد التفاعل على "كوكب الفيس بوك" مثلا، حتى ان الكوكب الكبير التي تدور في فلكه الكواكب الشبكية الاخرى وهو الانترنت، رسّم حدود الحدود والمساحات الالكترونية معتمدا على القوى السياسية التكنولوجية لكن بلا توازن استراتيجي، فلو نظرنا الى التطبيقات لوجدناها عبارة عن مكوك فضائي يأخذنا الى عالم آخر لكنه كوكب غير جيولوجي وبدون جغرافيا ، ولا نعرف كيف نصنف تلك الكواكب المليئة بالحياة التنافسية في التجارة وتبادل الافكار والمعلومات الاستباقية التي تنعكس احيانا ايجابا او سلبا على حياة الانسان على الارض، فإما ان تكون خيرا او شرا .
من هنا ، نستنتج أن قوة الدولة في يوم ما، ستستدعي قوة السلاح المخزون، لأن الامبراطوريات اصبحت تتوسع تكنولوجيا بلا توازن، ولا تحتاج الى الصعود الى الكواكب الحقيقية بشكل رأسي، فالمهم هنا هي الكواكب التي تنطلق منها القوة التكنولوجية التوسعية والتي بدورها تأخذ المساحة الافقية في الكون، ولا تحتاج اي صعود عمودي مكوكي تؤكد فيها قدرتها على الدخول في حرب النجوم ، فقد انتقل الانسان من التحكم الرأسي الديكتاتوري الشمولي الى التحكم الافقي الحر الذي ينتهي بأحتلال كامل لحياة الانسان بطريقة سلمية طوعية بواسطة الأجيال التكنولوجية.
اذاً، هناك شك في قدرة اي طرف في الكون على انهاء الآخر بواسطة اجيال التكنولوجيا، واقصد هنا الانترنت بشبكاتها المرتبطة بالاجيال التكنولوجية ، لأن هذا النوع من الحروب لا ينتهي على الاطلاق طالما هناك علم وابحاث تتقدم بسرعة هائلة،لذا لا يوجد توازن استراتيجي شبكي ومعلوماتي يمنع وقوع الاشتباكات ،ولهذا عندما تحين ساعة سيطرة امبراطورية تكنولوجية على أخرى وتهدد زوالها بسبب التكنولوجيا على مدى مفاجئ لا يعرفه احد ولا يمكن توقعه، ،تصبح الحاجة ماسة جدا لاستخدام قوة السلاح التقليدي والنووي المخزون والمنتشر لدى الامبراطوريات المتنافسة، لكي ينتهي احد الاطراف بلا عودة ،ويتم من خلال هذا الاستخدام حرب الكواكب الشبكية واحتلال كامل للشبكات،عندها تخف المنافسه التكنولوجية وتتراجع وينشغل العالم بالخسائر والعمل على تعويضها، وتبقى الامبراطورية التي تمتلك المصادر الطبيعية على قيد الحياة و تنتعش وتعود من جديد لإعمار كواكب شبكاتها.