ترامب ومفاجآت 68 يوما في الحكم
د.كمال الزغول
جو 24 :
في ظل عدم اعتراف الرئيس ترامب بنتائج الانتخابات الأمريكية ما زال هناك مواعيد مهمة لترتيب البيت الامريكي لإتمام العملية الديمقراطية ،حيث سيكون 8 كانون الأول الموعد النهائي لـلولايات لانهاء الفرز والتصديق على الفائز،وفي 14 كانون الأول يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي لكي يدلوا بأصواتهم لمنصب الرئيس، وهي مبدئيا ذاهبة باعتقادي الى الفائز الديمقراطي جو بايدن.
ولا ننسى هنا أن نذكر أن في 5 كانون الثاني هناك انتخابات في ولاية جورجيا لمقعدين في مجلس الشيوخ الأمريكي ، وستحدد النتيجة ما إذا كان الجمهوريون يحتفظون بالأغلبية في المجلس ام لا، فإذا فاز الديمقراطيون بهذين المقعدين ستكون الامور سهلة جدا امام جوبايدن في مهمته الرئاسية، حيث سيسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب ومجلس الشيوخ معا وتصبح مقاعدهم متساوية، 50 مقعدا ديمقراطيا مقابل 50 مقعدا من الجمهوريين، لكن هذا مستبعد كون المقعدين يشغلهما الآن عضوان من الحزب الجمهوري .
الموعد اللاحق في اكمال العملية الديمقراطية هو 6 كانون الثاني، والذي يعقد فيه الكونجرس الأمريكي اجتماعا لإعلان الفائز رسميًا.وهذا يقرر تنصيب الرئيس المنتخب في 20 كانون الثاني حيث يؤدي في هذا التاريخ جو بايدن اليمين أمام رئيس المحكمة العليا الأمريكية ويتولى منصبه رسميًا بعد ظهر نفس اليوم.
لكن وقبل كل هذا الجدول الزمني للوصول للتنصيب، ظهرت بعض مفاجآت نوفمبر، وستلحقها مفاجآت ديسمبر ويناير بدلا من مفاجأة اكتوبر المعهودة، حيث بدأ ترامب بقصف المليشيات الايرانية في الرقة شمال سوريا ،والسؤال هنا : هل بالفعل سيختلق مشكلة مع ايران وينقل القوات من افغانستان الى الشمال السوري لما تقتضيه المصلحة الامريكية هناك؟، يبدو أن هناك مفاجآت كثيرة من الرئيس ترامب ،اولها كانت الإقالات لمسؤولين امريكيين ،وربما ثانيها سيكون اعلان الموافقة على اللقاح الموعود بشكل رسمي،وثالثهما ،صرف اللقاح في نهاية ديسيمبر ، ورابعهما ، اصدار عقوبات ضد الصين بالشكل الذي يراه ترامب ملائما ،لكن مهما فعل ،لا يستطيع تغيير نتيجة الانتخابات، والارقام الآن هي تشير الى تقدم لصالح بايدن، وما سيربك الوضع هو تعيينه لمسؤولين غير مؤهلين خلفا لوزير الدفاع مارك اسبر وآخرين وهي مقدمة واضحة لسحب القوات من افغانستان ، وترك حكومة كابول في مواجهة طالبان، وهذا ما سيحدث ارباكا في افغانستان والمنطقة ويولد الحيرة لدى الامريكيين حول العملية الديمقراطية خلال فترة 68 يوما مما تبقى من رئاسته.