الولاية ٥١.
د.كمال الزغول
جو 24 :
مجلس النواب الامريكي صوت يوم الجمعة ٢٦ حزيران ٢٠٢٠ بأغلبية ٢٣٢ صوتا مقابل ١٨٠ صوتا لتمرير مشروع اعتبار العاصمة واشنطن دي سي الولاية رقم ٥١ وكعاصمة بنفس الوقت للولايات المتحدة الامريكية، لكن من المرجح ان يواجه هذا القرار عثرات في مجلس الاعيان، بإعتبار الجمهوريين الاغلبية في المجلس.
يبدو الخبر عاديا من الناحية الهيكلية لترسيم الولايات،لكن عند التدقيق فيه نجد أن الديمقراطيين يريدون زيادة حصتهم في المجمع الانتخابي، وذلك بكسب ولاية جديدة وهي ولاية العاصمة كونها لا تدخل في حسابات التصويت على الرئيس في المجمع الانتخابي حسب ما تنص عليه المادة ١٢ من الدستور الامريكي.
الجمهوريون يرفضون الفكرة ،السبب الأول، لأن جُل سكان العاصمة واشنطن دي سي Washington ,D.C- -هم خليط من الاصول المختلفة والذين يميلون الى الديمقراطيين ، فإذا سمح لهم بالتصويت يزيد هذا من حصة الديمقراطيين في الخارطة الانتخابية للبلاد، وستحدث عملية اعادة توزيع تلك الخارطة redistricting لزيادة التمثيل في الكونغرس والمجمع الانتخابي ، سبب آخر وراء الرفض, أن العاصمة هي مقتطفة اصلا من الولايات المجاورة والتي تميل الى الديمقراطيين مثل ولاية ميرلاند.حجة الديمقراطيين تتمثل في أن سكان العاصمة يدفعون الضرائب ويشاركون بالدفاع عن البلد بدون حق التصويت في الانتخابات والتي وصفوها ب
Taxation without representation.
الخلاصة ، هذه الحركة من الديمقراطيين تُنبئ بوجود ضعف في تنافسهم على كرسي الرئاسة مع الرئيس الحالي دونالد ترامب ،حيث باتوا يبحثون عن أي ورقة لمنافسته والفوز عليه ،فورقة عزل ترامب، فشلوا فيها ولم يستغلوها بالشكل المناسب، وورقة كورونا ما زال الحكم عليها مبكرا ويعتمد على التبكير في ايجاد اللقاح للنهوض بالاقتصاد، وورقة اعادة هيكلة التمثيل والمتمثلة بمحاولة جعل واشنطن دي سي الولاية رقم ٥١ للولايات المتحدة الامريكية مازالت رهن مجلس الأعيان ذي الأغلبية من الحزب الجمهوري.وفي المحصلة ، البحث عن خيارات من قبل الديمقراطيين هو مؤشر ضعف ،خاصة أن الشعب الامريكي بات يبحث عن الرئيس المصارع اقتصاديا لمقارعة الصين التي هي بنظرهم مصدر الموت الاقتصادي بسبب كورونا، كون المنافس عن الحزب الديمقراطي كان نائبا للرئيس الامريكي السابق اوباما الذي تغاضى كثيرا عن خطر الصين الاقتصادي من وجهة نظر محللين اقتصاديين امريكيين.