jo24_banner
jo24_banner

في ظل الحوار بالإنابة عن إيران ،العراق الى أين!!.

د.كمال الزغول
جو 24 :
 ما يُصرّح به الرؤساء يختلف عن الموجود على الارض ،الرئيس الامريكي ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في واشنطن يقول أنه يريد سحب القوات الامريكية من العراق لكنه في ظل هكذا اوضاع ملتهبة في الشارع العراقي وفي ظل استخدام الكاتيوشا لقصف مواقع امريكية لن يسحبها ولكن من الممكن أن يعيد انتشارها، فهناك مشهد آخر يتشكل على الأرض بعد هدم مقرات الأحزاب والحركات الموالية لإيران ،فقد أُعلِنت الناصرية بأنها خالية من مقرات الحركات الولائية ،ويمكن في القريب العاجل أن تلحق بها مناطق أخرى ، لكن هذا لا يعني وقوف المليشيات بدون ردة فعل ،فحسب ما يجري على ارض العراق هناك اعلام مضاد للمتظاهرين يخرج من ايران يحرض على الاغتيالات لمتظاهرين لمجرد خروجهم الى الساحات وينظم قوائم بأسمائهم عبر محطات التلفزة ووكالة مهر الإيرانية أكبر مثال على ذلك، حيث ادى تحريضها الى مقتل الناشطة ريهام يعقوب.
المراقب للعراق ،يلاحظ تشكل نواة لوحدة وطنية لاستعادة وحدة العراق وسيادته من التدخل المباشر الإيراني ،بَيْدَ أن هذه المظاهرات الضاغطة تحتاج لإستجابة الحكومة العراقية لتتبنى خطوات تعيد بها ثقة الشارع العراقي بمؤسسات الدولة ،وذلك باستراتيجية امنية تقوم على هيكلة قوات الحشد الشعبي بكاملها،وجعلها تتبع الى وزارة الدفاع العراقية مباشرة.
رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يقع بين نارين ،نار الولايات المتحدة ونار ايران ، وعندما قام بالحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وجد نفسه يحاور بالنيابة عن ايران وليس بالنيابة عن الجماهير الثائرة ضد ايران وولاءاتها، فلا يمكن أن تنجح الحكومة العراقية في حوارها مع الولايات المتحدة الا إذا قامت بهيكلة قوات الحشد الشعبي وابعادها عن المعابر والحدود كخطوة أولى ومن ثم تقوم بترتيب اولويات أوراقها الحوارية مع الولايات المتحدة ، وكما يجب ألنظر الى خطورة المليشيات في الاقتتال الداخلي يجب النظر الى خطورتها ايضا بتواجدها على المعابر والحدود وبالقرب من المنشآت النفطية ،وذلك لضمان سيطرتها على الحدود لتحقيق اكبر تأثير استراتيجي ممكن، ولضمان الدعم اللوجستي الايراني ومن حزب الله وإيران .
استراتيجية المليشيات التابعة لإيران اليوم، وخاصة بعد العقوبات الامريكية على عليها ، هي بناء أشرطة حدودية ذات اهمية استراتيجية، كإحتياط قومي ولائي إذا ما فقدت الداخل الملتهب بالمظاهرات، وهنا تكمن الخطورة المستدامة بالفوضى ،فالخوف هنا من بناء اشرطة حدودية مشابهة للشريط في لبنان المتمثل في حزب الله.
العراق مقبل على مرحلة صعبة بسبب المليشيات الولائية، واغتيال الدكتورة ريهام يعقوب واغتيال شخصيات ناشطة سوف يفاقم الاوضاع ، وهناك تطورات سريعة قد تتبعها اشتباكات بشكل أوسع بين المتظاهرين والمليشيات، اليوم تم هدم مقر تيار الحكمة التابع لعمار الحكيم ومقر منظمة بدر في الناصرية ،وحرق مقر حزب الدعوة التابع لنور المالكي وايضا حرق وهدم مقر العصائب التابعة لقيس الخزعلي في الناصرية ،المظاهرات تنادي بالهوية العراقية وترفض المليشيات،وايضا ترفض التواجد الامريكي والايراني وتنادي بسيادة العراق على ارضه ،وكأن العراقيين يقولون ، لا حوار بالإنابة مع أحد ، ويجب مسك زمام المبادرة على الارض قبل أي حوار، فقد بات من الواضح أنه من المستحيل أن يثمر أي حوار بالإنابة عن ايران ، وعلى العكس سيؤدي الى زيادة تغوُّلها في العراق بدون استرجاع سيادة العراق وأمنه.
حمى الله العراق الشقيق.
 
تابعو الأردن 24 على google news