شُبه فساد تلاحق الدوري الأردني
قررت الهروب من السياسة الى الرياضة؛ علِّي اجد بارقة امل تنموية تروّح عن نفسي من احتقانات المسار المأزوم في سياستنا الداخلية.
"ويا ريتني ما هربت"؛ فبمجرد اطلاعك على اخبار وتفصيلات ما يجري في الدوري الاردني لكرة القدم، تجد امامك مستنقعات لا تختلف كثيرا عما نراه في السياسة من بلاوي وشبه فساد تلاحق هذا وذاك!
الاندية تتبادل التهم فيما يتعلق بنتائج المباريات، فالهبوط الى الدرجة الادنى والمنافسة على اللقب باتت مبررا لشراء الذمم، او قل لإلقاء التهم ربما.
احد المقربين طمأنني أن كل ما يقال لا قيمة له؛ فبمجرد ظهور دليل لدى طرف تتحرك الواسطات من أجل تخجيل الادلة واخفائها، ربما حرصا على سمعة الكرة الاردنية!
هذا السلوك مشين ويجب ان يتوقف بسرعة، ولعل من واجبات الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني للكرة، ان يسارع الى تشكيل لجنة تدرس الاتهامات، وتقدم تصورا لمنع ذلك في المستقبل.
الامير بات شخصية مرموقة في الاتحاد الدولي، وينتظره مستقبل واعد هناك، لكن هذا لا يعني ان تتقدم "لتغطية ولفلفة" المخالفات على "منعها من الاصل" وضرب جذورها.
يؤلمنا ان نرى آفة شراء الذمم وقد وصلت حتى الى ميولنا الترفيهية، صحيح ان الفساد بات مشكلة بنيوية وثقافة في علاقاتنا الاجتماعية، لكنْ أن نراه في مواطن الترفيه فهذا امر لا يمكننا الا الخجل منه طويلا.
طبعا وكما في السياسة هناك تهم دون ادلة، وهناك انطباعات دون براهين، والنتيجة ان السمعة والثقة بالدوري الاردني تأثرت، وهنا يجب وضع الحدود والحلول.
في ايطاليا قبل خمس سنوات، تقرر "تهبيط" نادي يوفنتوس -وهو واحد من اهم واعرق الفرق- الى الدرجة الدنيا؛ بسبب تلاعب في المباريات، وهنا نعود مرة اخرى لفلسفة: "لماذا تقدم الآخرون ونحن تراجعنا؟".
الامير على بن الحسين ساهم بغطائه المعنوي في تطوير الكرة الاردنية الى الاحسن، ونتمنى ان يساهم في تنقيتها من الشوائب، وأن يبدد خشية البعض من أن عباءته قد تغطي الاخطاء؛ حرصا على لونها، او صعودها في المحفل الدولي لكرة القدم.
في النهاية هربنا الى الرياضة، فوجدنا الازمة عامة، وتعززت قناعتنا ان الحل في كل الميادين هو بالاصلاح السياسي الشامل؛ لأنه ضمانة الرقابة والشفافية والعدالة.
(السبيل)