jo24_banner
jo24_banner

الحراك.. ضربوه فنفخوا فيه الروح

عمر العياصرة
جو 24 : ما حدث في إربد كان مؤسفا في أبعاده الأخلاقية والقيمية، لكنه من الناحية السياسية يدلل على حالة ارتباك وفقدان أفق داخل مراكز القرار في الدولة.

من ناحية أخرى هو يسجل حضورا سلبيا للقادمين الجدد على المواقع الأمنية سواء الطوالبة مدير الأمن العام أو وزير الداخلية حسين المجالي.

المستفيد الوحيد والحصري من عملية فض مظاهرة نشطاء إربد بالقوة هو الحراك الأردني الذي أصابه فتور واضح في الأونة الاخيرة.

أول أمس حين سُحِل الحراكيون في الشارع وسالت دماؤهم وحطمت سياراتهم وجمع لهم (الخيل والرجل)، في هذه اللحظة أصاب النشطاء قناعة أن الفساد والاستبداد ما يزال يعبأ بهم، وهنا أصبحوا اكثر قناعة بإعادة إنتاج نشاطهم.

من أصدر قرار فض المظاهرة بالقوة هو شخص أرعن وأهوج لم يعرف طبيعة اللحظة ودقتها ولم يدرك أن القمع لن يجدي نفعا ولن يوقف ناشطا ولم يمنع حراكا يوما من المواصلة.

الحراك استعاد هيبته بعد حادثة إربد، فقد نفخوا فيه الروح وأعطوه دفعة ليعود كما كان في بدايات الربيع الاردني وحسبك أن تلاحظ حجم مظاهرة إربد الكبير بعد التحشيد ضدهم ومحاولة تخويفهم.

هم لم يتعلموا من أحداث سابقة كانت سببا في انعطافات تحشيدية سجلت لمصلحة الحراك، هم وللأسف لم يدركوا حاجة البلد في ظل اشتعال الجبهة الشمالية الى توافق وطني على أقصى درجاته.

بالله عليكم يا صانعي السياسة الامنية ويا من أمرتم باتخاذ قرار فض المظاهرة بالقوة كيف تفسرون تكسير رجال الأمن سيارة شباب الحراك بأي منطق قانوني أو وطني أو أخلاقي يمكنكم الإجابة.

الى الآن لم يسعني التحليل السياسي أن أفهم مبرر قيام الدولة بفض المظاهرة بالعنف واجترار ذات الحجج (بيان الأمن العام) التي أصبحت بمثابة «حكي بايت».

هل الأمر متعلق بخشية حقيقية من صعود النوع والكم في حراك اربد، أم أنهم يريدون إخفاء مشاريع سياسية نحن مقبلون عليها بإشغالنا بالعنف الداخلي.

الحراك مستفيد أولا ونهائيا –كما أسلفت- من ضربة إربد غير الاخلاقية، وهو مطالب بالحفاظ على سلميته وإجراء مزيد من التشبيك مع الحركة الاسلامية ومع المجتمع فالإصلاح صبر ساعة.


(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news