اتفاقية التجارة الحرة العربية “AFTA"
د.كمال الزغول
جو 24 :
أقترح تسمية الوحدة الأفقية التي تصنعها العلاقة التجارية بين مصر والاردن والعراق ب آفتا AFTA كإختصار للمصطلح "اتفاقية التجارة الحرة العربية "
" Arab Free Trade Agreement " ويمكن ان تعمل على شاكلة NAFTA التي وقعت بين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وكندا, والتي وقعت في عهد الرئيس الامريكي الأسبق بيل كلينتون في التسعينات، حيث ازيلت التعرفة الجمركية بين المجموعات الثلاث ،وللاستثمار أكثر أيضا في منطقتنا يمكن ازالة التعرفة الجمركية بين مصر والاردن والعراق .
إن الاقتصادات العربية وخاصة المتأثرة بالصراع العربي الإسرائيلي بحاجة ماسة الى خلق كيان إقتصادي جديد يحمي ما تبقى من صمود، وخاصة في مصر والأردن والعراق ، فلا يمكن للدول الثلاث ان تكون قوية اقتصاديا من دون اسناد بعضها للمحافظة على دورها وللاستعانة بدور القارتين الآسيوية والأفريقية في التبادل التجاري ،خاصة وأن حجم الإنتاج يختلف من منطقة الى أخرى ،إضافة الى أن نوعية المنتج تتطلب شراكة حقيقية لتسويقه عبر السوق العربية ومن ثم اشراك الإتحادات في علاقات متعدية تنتج عن العلاقة بين الاردن ومصر والعراق.
ولكي نكون منصفين بحق المنطقة ،ما زالت هناك علاقات سياسية ولا تتبعها علاقات تجارية قوية تضمن اقتصاد جميع الدول، وعليه فإن الشراكة في موضوع الكهرباء والماء والغاز أصبحت من الضروريات في المنطقة بالإضافة الى التعاون بين الدول الثلاث في مجال الزراعة والطاقة المتجددة.ومن الجدير بالذكر هنا أن العراق يجب أن يتحول من الدولة الريعية البترولية الى الدولة المنتجة من خلال تقوية الواجهة الإقتصادية الجغرافية مع الأردن لكي تجعل البترول مصدرا من عدة مصادر وتحقق نموا إقتصاديا بقوة العلاقات التجارية الناهضة لا بقوة الريع المتأتي من النفط.
كذلك بالنسبة للأردن ،فوجود الصخر الزيتي يحتاج الى علاقة وازنة تجاريا للبدء بالتنقيب عنه واستخراجه وذلك بجعل الأردن مركزا ناقلا استراتيجيا بين أفريقيا واسيا كما حدث في مركز دبي التجاري والذي هو حلقة وصل بين شرق آسيا، واوروبا وافريقيا.ومن الناحية المصرية ، هناك حاجة ماسة لعمق إقتصادي عربي افقي يجعل من مصر ميزان تجاري باتجاه دول اوروبا ودول المغرب العربي الذي انهكته الإضطرابات الإقتصادية والسياسية وخاصة ليبيا والسودان وتونس وتقلبات اقتصادات الدول الأفريقية .
يتطلع الأردنيون والعراقيون كما هم المصريون الى اجتماع قادة الدول الثلاث الذي انتهى اليوم الأحد، أن يكون قد ناقش الملفات الإقتصادية بالتفصيل بين الدول الثلاث وأن يكون قد ناقش النظر الى تكوين علاقة تجارية تخدم المنطقة وشعوبها خاصة وان المنطقة مقبلة على مخاض سياسي عسير في قادم الايام بسبب تغيير المنصات والمراسي التجارية نتيجة للصراعات الاقليمية المستمرة.
Alzghoul_Kamal@yahoo.com