دراما رمضانیة +18!
حنان الشيخ
جو 24 :
ما یعرض ھذه الأیام على القنوات الفضائیة، لا یرقى لكونھ مقبولا للمشاھدة من قبل العائلة العربیة،
لا في شھر رمضان ولا شوال!
موضوع المساكنة، على سبیل المثال، ما بین المرأة والرجل الأعزبین، لماذا یقدم بھذه السھولة
والسلاسة، وكأنھ أمر معتاد علیھ في مجتمعاتنا الشرقیة، ضمن معتقدات وحدود وأعراف أحیانا
تكون مكبلة للحریات والحقوق، على أرض الواقع، سواء ضد الرجل أو المرأة؟
كیف تتسرسب المفاھیم غیر المألوفة بین الجیل الجدید، كجزء من القصة المتابعة، متضمنة أفكارا
وتفاصیل وأزیاء وتصرفات بالفعل غریبة بل ومستھجنة؟!
الأدھى والأمر، أن المساكنة في مسلسل مثل ”الھیبة-الحصاد" ینتقل بالممثلة ولن أقول البطلة، لأن
ما تقوم بھ لا یمت بصلة للبطولة ولا للنموذج، ینتقل بھا من شقة إلى أخرى من الباب إلى الباب،
ببساطة وتلقائیة وبقفزة واحدة فقط.
ھذا العمل الذي یسيء إلى كل المعاني الصحیحة للأخلاق والمثال الحسن، حتى في نقلھ لصورة
الشر، لم یترك بابا واحدا یسمح لمرافعة دفاع عنھ، لا درامیا ولا إخراجا ولا قصة مقبولة، وتعداھا
إلى نسف المفاھیم المحترمة العامة المفھومة والمقبولة اجتماعیا.
فالممثل الرئیسي رئیس عصابة، یتاجر في المخدرات ویقتل الخصوم بدم بارد، وینتھك القانون في
وضح النھار بالبلطجة والسلاح والخطف، وھو إلى جانب كل ذلك زعیم محبوب، ورجل جذاب كما
یقدمھ سیناریو المسلسل.
والسیدة الفنانة ضیفة الجزء الثالث، من المفترض أنھا ”إعلامیة" مشھورة، تفتح ملفات ساخنة جدا
عبر برنامجھا التلفزیوني الأشھر في لبنان. لكنھا وللأسف الشدید قدمت نموذجا سیئا جدا للإعلامیة
العربیة التي تعتمد على جمالھا وأنوثتھا، لتبلغ مبتغاھا في الشھرة والمال، مستغلة علاقة غیر شرعیة مع رجل سیاسة وأعمال كبیر، تستند إلیھ لتصنع لنفسھا ھالة النجومیة والتفرد.
وھي أیضا ”الإعلامیة" التي ترتضي على نفسھا أن تخون سنوات ”الصداقة" والمصالح المتبادلة، حتى لو أنھا علاقة سقیمة قائمة على باطل، ولكنھا في البدایة والنھایة عقد مشترك غیر نظیف، عمدت
الإعلامیة الشھیرة إلى إنھائھا بكبسة زر، أو لنقل بقبلة عاشق!
كل شيء في ھذا العمل، وغیره مما ستسنح الفرصة لاستعراضھ لاحقا، یسیر في الاتجاه الخاطئ
للدراما، والتي من أھدافھا نقل الواقع كما ھو علیھ، وتجوید الأحداث والحوارات لترتقي بذائقة
الجمھور إلى ما ھو أفضل وأسمى من الواقع المعاش.
لم أصادف حتى الیوم في أحداث العمل الدرامي الرمضاني، أي بارقة تدین الأفعال غیر المشروعة
وغیر الأخلاقیة التي تزدحم بھا المشاھد المفتوحة على خیالات وصور غیر لائقة. بل ھي طریق
مجمل ومضاء لأفعال وخیالات یمكن أن تقود إلى الجریمة والخطیئة.
لعل النھایة في آخر المسلسل تنتقم للمنطق والأخلاق والاستیعاب. لعلھا نھایة بلا أحمر شفاه قان،
وھیبة بلا ھیبة!