2024-06-17 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

محمد عساف

حنان الشيخ
جو 24 :
..وأحمد جمال وفرح يوسف وزياد خوري، وكثير من المشاركات والمشاركين الجالسين في الصفوف الخلفية، يشجعون زملاءهم في الحلقة قبل الأخيرة من برنامج آراب آيدل، كلهم بلا استثناء سيكونون في مواجهة صعبة جدا جدا مع الحقيقة!
فالصوت الذي تقريبا لا يختلف عليه اثنان، إلا إذا كان لأسباب سياسية، محمد عساف، قضى أسابيع طويلة وهو يطرب آذاننا، أو بالأحرى ينظفها من الضوضاء التي علقت بها، بسبب تغيب أو تغييب هذا الحس الراقي والرائق معا، في اختيار الأغنيات كلمات ولحنا، كان عساف حريصا على التمسك بها وانتقائها بحرفية عالية، وهذا شأن يحسب لصفه إلى جانب صوته وأخلاقه وقصة وصوله إلى البرنامج. ولكن وهنا مربط الفرس، ماذا بعد الفوز؟
وهنا ذكرت أسماء المشاركين الذين وصلوا معه إلى النهائيات، لأنهم برأيي جميعهم يملكون أصواتا محترمة وأنيقة تستأهل الفوز والنجاح. ولكن مرة أخرى، ماذا بعد. هذه المشكلة في الأصوات التي يبدو أنها موجودة بيننا بكثرة، وأن بيئة وطبيعة بلادنا العربية تساعد على نموها بشكل فطري؟ ماذا سيغني الفائز، وأتمنى أن يكون عساف طبعا، بعد نيل اللقب؟ من أين له ولهم، كلمات مثل كلمات عبد الرحمن الأبنودي ونزار قباني وبيرم التونسي والهادي آدم ومحمد إقبال ومأمون الشناوي وصلاح جاهين وغيرهم الكثير؟ كيف سنستمتع بأصواتهم التي هذبتها ألحان الموجي وعبد الوهاب وبليغ حمدي وكمال الطويل وغيرهم الكثير أيضا؟ اليوم لم يعد لدينا الكثير ولا القليل حتى من تلك الصفوة الراقية من الشعراء والملحنين الكبار بفنهم وإحساسهم العالي، ما يفسر حقيقة غياب أو لنقل تأخير ظهور ألبومات غنائية جديدة لمطربين كبار مثل كاظم الساهر وماجدة الرومي.
كثيرة هي البرامج المشابهة لآراب أيدل، وكثيرة هي الوجوه التي نجمتها تلك المسابقات لفترة معينة، انما أين هي الآن؟ ولماذا سرقت منّا تلك المواهب التي راهنّا عليها وصوتنا لها؟ ببساطة لأن الكلمات لم تعد الكلمات والموسيقى ليست كما كانت في زمن، ما زلنا مصرين أنه كان جميلا، وهو بحق كذلك!
المسألة ليست مسألة ذوق مستمعين أبدا. فلو كان لتلك البرامج من حسنات، مع كل اللغط الذي يحيط بها، فعلى رأسها بالتأكيد أنها أثبتت أننا ما زلنا نحب أن نسمع فنا جميلا وراقيا، وأن الجيل الجديد كذلك، لا مانع لديه من تلقي هذا النمط من الموسيقى، إن كان متوفرا.
كنت سعيدة ومحظوظة بتلقي دعوة حضور الحلقتين السابقتين لبرنامج آراب آيدل، مكنني منها مشكورا صديق المقال الوفي الأستاذ عبدالله عقروق، والد السيدة اللطيفة سمر منتجة البرنامج. وكنت قريبة جدا من المشاركين الشباب الذين يتقاطعون بحلم الوصول إلى اللقب، كما يتشابهون كثيرا بظروفهم وحكاياتهم البسيطة. لكن أهم ما في الأمر أنهم جميعا غير مدركين تماما، لما ينتظرهم من صدمات تتعلق بنوعية الكلمة والنوتة، التي ستتحكم بأصواتهم وتظهرها أقل جودة ورشاقة وطربا.
المهم، لماذا عنونت المقال باسم محمد عساف؟ بصراحة لأن صوته النادر الحنون النقي الجاد، يستحق الدعم والرعاية من قبل المنتجين والمعنيين بحقل الفن العربي، إن كانوا فعلا معنيين. وأي كلام ولغط حول فلسطينيته ودوره المتوقع منه كشاب مقاوم للاحتلال، كان قد رد عليه الكاتب الرائع إبراهيم جابر في مقاله "فلسطيني يغني". (الغد)
تابعو الأردن 24 على google news