لماذا نجح غازي وفشل الرزاز ؟!
وجدي الجريبيع
جو 24 :
بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على التعديل الوزاري لحكومة د.عمر الرزاز والذي وصفه مراقبون بأنه هزيل وباهت وغير مبرر، وأثار تساؤلات حول المغزى منه والفائدة المرجوة، سيطر على بال كثير من الأردنيين سؤال بريء ...!
لماذا فشل د.عمر الرزاز رئيس الوزارء ونجح د.غازي الزبن وزير الصحة الأسبق؟
الإجابة هنا واضحة، ولن تنتهي بفاصلة أو نقطة أخر الفقرة، فالحديث في الشارع الأردني سيطول ونقد الرزاز الذي أنهى تعديله الوزاري الثالث بفشل ذريع في إختيار تشكيلة وزارية متماسكة قادرة على الإٍستمرار ومواجهة التحديات المقبلة سيستمر إلى أن يتم إقالة حكومته.
المدافعون عن الرزاز يبررون أن التعديل يهدف إلى الإبقاء على الانسجام في حكومته و عدم تأثر خطتها و نهجها بهذا التغيير، ولكن عند النظر لملامحه ندرك أنه خاطئ ومحفوف بالمخاطر ومصيره الفشل مستقبلا، كونه بقي محافظاً على النهج القائم في إختيار الوزارء المبني على علاقات الصداقة أو النسب أو التدخلات من هنا وهناك أو غيرها من الأسس غير الشفافة والمقنعة..
أما لماذ نجح د.غازي الزين فالأمر يعود لخطأ ارتكبه الرزاز بإخراجه من حكومته رغم أنه من أنجح وزراء الصحة الذي مروا بتاريخ الوزارة؛ وزير نشيط صاحب ادارة قوية وقيادة لا مثيل لها، منصف، عادل في قراراته، لا يكترث لاي عوائق، يعمل بصمت، وانجازاته فاقت التصورات، محبوب و ذكي، وقادر على تجاوز اي عائق يواجه وزارته التي بدأت تسير على خطى الإنجاز والتطور.
كما أنه وزير اثبت نفسه وعمل وفق الرؤى الملكية التي ترى أن عمل الحكومة ووزرائها يبدأ من الميدان وليس من المكاتب الفارهة، وهذا كان نهج الدكتور الزبن الذي كان يقضي في أروقة المستشفيات والمراكز الصحية وغرف الطوارئ وفي كافة مناطق المملكة وقتاً أكثر بكثير مما يمضيه في مكتبه وبيته لإيمانه أن الوقوف على واقع الخدمات الصحية ومشاكل القطاع لا يتأتى من خلف المكاتب وتشكيل اللجان بل يحتاج لقرارات سريعة ومن الموقع مباشرة.
الدكتور غازي الزبن نجح لأنه يعتمد بعمله على المصداقية، والعمل بتشاركية، وفق خطط وافكار اعدها سابقة، بدأ بتطبيقها على ارض الواقع، وأخطأ الرزاز لأنه أعتمد على الواسطة ورضخ للضغوطات في تعديله الوزاري الباهت والقبيح رغم محاولات تجميله.
نجح د.غازي لأن مظاهر التكريم والحفاوة التي حظي بها منذ خروجه من الحكومة وما زالت مستمرة وفي مختلف مناطق المملكة دليل على أنه نجح في تأديه الأمانة وعمل بما يمليه عليه ضميره وأبر بالقسم الذي أداه أمام جلالة الملك .
لك ايها الوزير ، ترفع القبعات ، لما قدمت ، وستقدم، وهنئياً لوطن يحتضن امثالك ولا عزاء للفاشلين.