دولة الرئيس....خلي الشعب بحاله
دولة الدكتور عبد الله النسور ،،،،
جاء الوقت الذي ألملم الكلمات بين يدي وأنثرها نقداً لك ولحكومتك ، فوقت العزوف عن الكتابة و التعبير عما بداخلي إنتهى وحان وقت الكلام المباح.
والحديث هنا يا أبا زهير لن يخرج عن السياق أو يتجاوز الخطوط الملونة ، وبنفس الوقت سينصب على حكومتك الرشيقة بعددها و الثقيلة بحقائبها والمغضوب عليها شعبياً لأسباب ليست خافيةً عليك وعلينا في وطننا الغالي ، فالمزارع في الأغوار والمتقاعد العسكري الذي يقف في برد الشتاء يحرس مصنع ما بعد خدمة طويلة وراتب ضئيل والمعلم البائس وغيرهم الكثيرين ممن ظلمتهم سياسات حكومتك الخاطئة والمفروضة علينا من صندوق القحط الدولي يتمنون اليوم قبل الغد رحيلاً مبكراً لحكومتك قبل التعديل والأسباب عديدة أضع بين يدي القارئ الكربم بعضاً منها:-
أولاً – فشل حكومتك الذريع في تحقيق أي تقدم في مسيرة الإصلاح السياسي والاجتماعي والتي دعا إليها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ، فالشارع ما زال نابضاً بالحراك وقطاعات عديدة على موعد مع إضرابات وأزمات جديدة ستؤثر سلباً على الجميع ، والمستقبل محفوف بالمخاطر ودولتك تشكل عنصر جذب لها حسبما يرى المراقبون .
ثانياً :- المفاخرة بخطوات إصلاحية اقتصادية هامة ساهمت في منع انهيار الاقتصاد الأردني وانخفاض قيمة الدينار الأردني ، أهمها بوجهة نظرك رفع الدعم عن المحروقات وتوزيع الدعم النقدي صورياً وبشكل مباشر ً للمواطنين ، وكلنا نذكر دولتك وظهورك على أكثر من شاشة وسماعك عبر أكثر من إذاعة وأنت تبرر قرار رفع الدعم وأهميته للاقتصاد الوطني ، واليوم نكتشف عكس ما قلت وأننا مهددون بعدم إستلام رواتبنا بعد شهرين .
ثالثاً :- الرفع الوشيك لأسعار الكهرباء ونتيجته الكارثية على الوطن قبل المواطن ، فقرار الرفع وإن إقتصر على الكهرباء ستتبعه موجة إرتفاعات حادة في الأسعار لمختلف السلع والخدمات والتي لن يشملها دعمك المزعوم وسيثير الشارع من جديد ويفتح المجال لدعاة الفتن وأعداء الوطن للتدخل .
رابعاً- لم تسطيع الحكومة حتى الآن ورغم تصريحاتك النارية من معالجة ملف الفساد بشكل فعال ، فبالرغم من بدء التحقيق في عدد من القضايا أهمها ملفات أمانة عمان والفوسفات وتشكيل بعض لجان التحقيق في قضايا أخرى لم يتم الإنتهاء منها ،إلا أن هذه القضايا تشكل جزأءا يسيراً من حجم ملف الفساد بأكمله ، بالإضافة لوجود ضغوطات كبيرة تمنع الاقتراب من رموز كبيرة للفساد أهمها وليد الكردي الذي أتحدى أن تستطيع حكومتك إحضاره مخفوراً من لندن .
خامساً – العنف المجتمعي الممنهج وخاصة في الجامعات والذي ثبت للقاصي قبل الداني أن هناك أياد خفية تحركه ، فالهدف واضح وهو ضرب أهم ركن من أركان الدولة وهو العشائر وإشاعة الفتنة فيما بينها ، وحكومتك غائبة أو مغيبة عن ما يحدث .
سادساً – غياب التجانس والتنسيق بينك وبين وزرائك ، حيث تعامل عدد كبير من الوزراء بقضايا تخص وزاراتهم دون الرجوع للرئيس وظهر جلياً الأنانية والشخصنة في التعامل فيها ، والأهم ضعف أداء الكثير من الوزارت بسبب الدمج الغير ممنهج وعدم الإختصاص ، فحكومة تشكلت في ليل لا تخدم مسيرة وطن مشرقة .
هذا غيض من فيض وما سبق ليس كل الأسباب ولكنها تشكل نقطة إجماع في الشارع الأردني على فشل حكومي ذريع حله بالتغيير، والأسابيع المقبلة ستحمل مفاجأت عديدة للأردنيين بعضها مر والبعض الأخر علقم وأيام قادمة لا يعلم ما فيها سوى الله عز وجل ، ولا أمل لنا بعد الله عز وجل سوى حكمة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم الذي يشكل صمام أمان لهذا الوطن .