أنا والصف الأول ودولة الرئيس
وجدي الجريبيع
جو 24 : رابط قوي ما بيني أنا والصف الأول وعبدالله النسور يثير الفضول في نفسي للكتابة عن تلك المرحلة قبل سبعة وعشرين سنة وبالتحديد في عام 1987م ،وهو العام الذي شهد دخولي مدرسة القرية "سالم" في الصف الأول الإبتدائي.
كان يوماً مشهوداً في القرية حيث إنتقل شغب الطفولة من الشارع للغرفة الصفية ،وتحولت ألوان ملابسي من الأسود والأحمر والأخضر المتسخة طبعاً بسبب اللعب إلى لون موحد وهو الأزرق ، وأختلفت الأصوات والمصطلحات بإختلاف الأشخاص فمن تأنيب أمي لي ومسبات أقراني ذلك الوقت إلى صوت المعلم ومصطلحاته النحوية ، وتحولت يا (غضيب الوالدين ....ولك تعال فقعت مرارتي .....وغيرها ) إلى أجلس في مقعدك يا ..... ، إذهب وأحضر ولي أمرك يا..... ) .
أصبحت المدرسة عالمي الجديد ومعلمينا وكتبنا جزء كبير من هذا العالم وما يقوله المعلم صدقاً كان أو كذباً ملزم لنا مهما كان فلا نقاش ولا جدال فيه وإلا فإن وصية الأهل له ( إلك اللحم وإلنا العظم ) ستطبق حرفياً ، وكذلك ما يصدره المدير من تعليمات وما يصدح فيه يومياً من تحذيرات لنا في الإذاعة المدرسية يجرّم من يتجاوزها ، وهذا ما يقودني للحديث عن دولة الدكتور عبدالله النسور أطال الله في عمره وقصّر من عمر حكومته .
فدولته ما زال يعتقد أننا في الصف الأول الابتدائي ولا نميز بين الصح والخطأ ، يسوق إلينا الأرقام والإحصائيات في عهد حكومته ويجب علينا أن نصدق وبلا نقاش ، يتغنى بأنه أنقذ الإقتصاد الوطني وأوصله لمرحلة الإستقرار تارة ويصرح عبر وسائل الإعلام أنه يعيش في مرحلة أزمة تارة أخرى .
يتهم ضمنياً بأن الحكومات السابقة دمرت الوطن واقتصاده وقست على المواطن وتغولت على جيبه ويتناسى أنه كان رقيباً عليها ذات يوم واليوم هو أشد قسوة علينا منها ، يتحدث عن الفساد والفاسدين وضرورة محاسبتهم واستعادة أموال الشعب المنهوبة ويتناسى أنه لن يجرؤ على مجرد النطق باسمهم تحت قبة البرلمان الذي يدافع عنهم بشراسة .
إستفرد بالشعب وأدخلنا عصر المتناقضات وبدأ يطبق مقولة (إلك اللحم وإلنا العظم ) فلا لحم يقي عظامنا التي بدأ الفقر يكسر صمودها .
دولة الدكتور عبدالله النسور ....لم نعد تلاميذا في الصف الأول في مدرسة القرية ، أصبحنا رجالاً في مدرسة الوطن التي علمتنا أن الصدق منهجنا والولاء والإنتماء دستورنا والعدل نبراس عملنا ، فإليك منا النصيحة بالإلتفات للشعب وهمومه والحديث معه بلغة يفهمها وترك لغة الأرقام ، فنحن لسنا فيثاغورسيين بل شعب يسعى وراء لقمه عيشه .
كان يوماً مشهوداً في القرية حيث إنتقل شغب الطفولة من الشارع للغرفة الصفية ،وتحولت ألوان ملابسي من الأسود والأحمر والأخضر المتسخة طبعاً بسبب اللعب إلى لون موحد وهو الأزرق ، وأختلفت الأصوات والمصطلحات بإختلاف الأشخاص فمن تأنيب أمي لي ومسبات أقراني ذلك الوقت إلى صوت المعلم ومصطلحاته النحوية ، وتحولت يا (غضيب الوالدين ....ولك تعال فقعت مرارتي .....وغيرها ) إلى أجلس في مقعدك يا ..... ، إذهب وأحضر ولي أمرك يا..... ) .
أصبحت المدرسة عالمي الجديد ومعلمينا وكتبنا جزء كبير من هذا العالم وما يقوله المعلم صدقاً كان أو كذباً ملزم لنا مهما كان فلا نقاش ولا جدال فيه وإلا فإن وصية الأهل له ( إلك اللحم وإلنا العظم ) ستطبق حرفياً ، وكذلك ما يصدره المدير من تعليمات وما يصدح فيه يومياً من تحذيرات لنا في الإذاعة المدرسية يجرّم من يتجاوزها ، وهذا ما يقودني للحديث عن دولة الدكتور عبدالله النسور أطال الله في عمره وقصّر من عمر حكومته .
فدولته ما زال يعتقد أننا في الصف الأول الابتدائي ولا نميز بين الصح والخطأ ، يسوق إلينا الأرقام والإحصائيات في عهد حكومته ويجب علينا أن نصدق وبلا نقاش ، يتغنى بأنه أنقذ الإقتصاد الوطني وأوصله لمرحلة الإستقرار تارة ويصرح عبر وسائل الإعلام أنه يعيش في مرحلة أزمة تارة أخرى .
يتهم ضمنياً بأن الحكومات السابقة دمرت الوطن واقتصاده وقست على المواطن وتغولت على جيبه ويتناسى أنه كان رقيباً عليها ذات يوم واليوم هو أشد قسوة علينا منها ، يتحدث عن الفساد والفاسدين وضرورة محاسبتهم واستعادة أموال الشعب المنهوبة ويتناسى أنه لن يجرؤ على مجرد النطق باسمهم تحت قبة البرلمان الذي يدافع عنهم بشراسة .
إستفرد بالشعب وأدخلنا عصر المتناقضات وبدأ يطبق مقولة (إلك اللحم وإلنا العظم ) فلا لحم يقي عظامنا التي بدأ الفقر يكسر صمودها .
دولة الدكتور عبدالله النسور ....لم نعد تلاميذا في الصف الأول في مدرسة القرية ، أصبحنا رجالاً في مدرسة الوطن التي علمتنا أن الصدق منهجنا والولاء والإنتماء دستورنا والعدل نبراس عملنا ، فإليك منا النصيحة بالإلتفات للشعب وهمومه والحديث معه بلغة يفهمها وترك لغة الأرقام ، فنحن لسنا فيثاغورسيين بل شعب يسعى وراء لقمه عيشه .