لا برلمانية ولا ربع برلمانية
عمر العياصرة
جو 24 : القلق يستبدّ بنا إلى أقصى الحدود جراء ما يجري على حدودنا الشمالية، ومدينتا الرمثا والمفرق تمسيان وتصبحان على دوي إطلاق النار وأصوات المدافع.
رغم ذلك تشغلنا الحكومة والنواب بقصة تعديل جديد يتمخّض عنه توزير بعض النواب، وبالتالي الدخول في جدل عميق داخل المجلس تبعا لعدالة الغنيمة.
هذا الترتيب في أولوية الاهتمامات الرسمية يبدو مؤلما وعبثيا، فالمتابع يدرك أنّ المواطنين لا يلقون بالاً لهذا السلوك وإنّ بوصلة الاهتمامات تذهب إمّا للشمال أو إلى الجيوب التي اقترب استحقاق النيل منها بفعل رفع أسعار الكهرباء.
رئيس الحكومة الدكتور عبد الله النسور نال الثقة بشقّ الأنفس، لكنه في أثناء انهماكه يومذاك أطلق وعودا أظنّها غير محسوبة، ويأتي على رأسها توزير النواب في غضون أيام قليلة.
تخيّلوا معي كيف ستكون ردود فعل النواب الذين لن يتم توزيرهم ليلة توزيع الحقائب، وأقصد هنا النواب الذين منحوه الثقة طمعا في ذلك.
سينفجر المجلس دون شك وسندخل في مرحلة سماع أحاديث مللنا منها، وسيتأكد في حينها أنّ الكتل غير موجودة وأنّ أولويات الناس يتم الاستهتار بها بشكل سافر.
من جهة أخرى لا بد من الانتباه أنّ التعديل القادم هو استحقاق (دفعة على الحساب) لما جرى لغايات الحصول على الثقة.
إذاً نحن نعاين ممارسة انتهازية مقيتة وغريبة يتم تلوينها ومن ثم ترويجها بمصطلح الحكومة البرلمانية وكذبتها المكشوفة.
لا يا عزيزي، لا هي برلمانية ولا ربع برلمانية، بل هي مغرقة بالتقليدية وباستدعاء صيغ فاشلة جرّبناها ضمن معطيات أفضل، فما بالك اليوم والمجلس فرداني و»قصب مشلخ».
الحدث هو من يصنع الأولويات وأزمتنا في الشمال تستدعي أن نترفّع عن ترهات التوزير ولعلّي أسأل هؤلاء الفغرين أفواههم في المجلس عن المصلحة من إدخالنا في قصة تعمق التوتر.
لا أخفيكم أنّني كنت أثناء متابعتي لتصويت الثقة أتمنّى أن يمرّ النسور من القنطرة لا رغبة بلون عينيه أو قناعة بحكومته وبرنامجه فأنا أشدّ الرافضين لهما، لكني كنت أشعر بضرورة عدم الدخول في فراغ سياسي ونحن على أبواب حرب إقليمية، كنت أشعر أنّ الوضع لا يحتمل إلاّ وضع اليد باليد والساعد على الساعد.
توزير النواب وتفاهات الجدل حولها يؤلم كل الأردنيين الذي ينادون بكل عزم «أولى لك فأولى»، فالرمثا والمفرق وكل البلد تنتظر الرشد من الجميع وترك الصبيانية.السبيل
رغم ذلك تشغلنا الحكومة والنواب بقصة تعديل جديد يتمخّض عنه توزير بعض النواب، وبالتالي الدخول في جدل عميق داخل المجلس تبعا لعدالة الغنيمة.
هذا الترتيب في أولوية الاهتمامات الرسمية يبدو مؤلما وعبثيا، فالمتابع يدرك أنّ المواطنين لا يلقون بالاً لهذا السلوك وإنّ بوصلة الاهتمامات تذهب إمّا للشمال أو إلى الجيوب التي اقترب استحقاق النيل منها بفعل رفع أسعار الكهرباء.
رئيس الحكومة الدكتور عبد الله النسور نال الثقة بشقّ الأنفس، لكنه في أثناء انهماكه يومذاك أطلق وعودا أظنّها غير محسوبة، ويأتي على رأسها توزير النواب في غضون أيام قليلة.
تخيّلوا معي كيف ستكون ردود فعل النواب الذين لن يتم توزيرهم ليلة توزيع الحقائب، وأقصد هنا النواب الذين منحوه الثقة طمعا في ذلك.
سينفجر المجلس دون شك وسندخل في مرحلة سماع أحاديث مللنا منها، وسيتأكد في حينها أنّ الكتل غير موجودة وأنّ أولويات الناس يتم الاستهتار بها بشكل سافر.
من جهة أخرى لا بد من الانتباه أنّ التعديل القادم هو استحقاق (دفعة على الحساب) لما جرى لغايات الحصول على الثقة.
إذاً نحن نعاين ممارسة انتهازية مقيتة وغريبة يتم تلوينها ومن ثم ترويجها بمصطلح الحكومة البرلمانية وكذبتها المكشوفة.
لا يا عزيزي، لا هي برلمانية ولا ربع برلمانية، بل هي مغرقة بالتقليدية وباستدعاء صيغ فاشلة جرّبناها ضمن معطيات أفضل، فما بالك اليوم والمجلس فرداني و»قصب مشلخ».
الحدث هو من يصنع الأولويات وأزمتنا في الشمال تستدعي أن نترفّع عن ترهات التوزير ولعلّي أسأل هؤلاء الفغرين أفواههم في المجلس عن المصلحة من إدخالنا في قصة تعمق التوتر.
لا أخفيكم أنّني كنت أثناء متابعتي لتصويت الثقة أتمنّى أن يمرّ النسور من القنطرة لا رغبة بلون عينيه أو قناعة بحكومته وبرنامجه فأنا أشدّ الرافضين لهما، لكني كنت أشعر بضرورة عدم الدخول في فراغ سياسي ونحن على أبواب حرب إقليمية، كنت أشعر أنّ الوضع لا يحتمل إلاّ وضع اليد باليد والساعد على الساعد.
توزير النواب وتفاهات الجدل حولها يؤلم كل الأردنيين الذي ينادون بكل عزم «أولى لك فأولى»، فالرمثا والمفرق وكل البلد تنتظر الرشد من الجميع وترك الصبيانية.السبيل