jo24_banner
jo24_banner

ناصر جودة.. لماذا العصبية؟

عمر العياصرة
جو 24 : في المؤتمر الصحفي الذي جمع وزير خارجيتنا مع نظيره الإيراني ظهر ناصر جودة بمظهر غير دبلوماسي، حيث كان مُستفَزا مبدياً النفور والعداء الواضح للضيف.
طبعا ما يبرر هذا السلوك غير المعهود لا زال غامضا، ولعلّ في محادثات الطرفين قبيل المؤتمر ما يفسّر هذه الغضبة وعدم اللياقة.
أو لربما أنّ جهات خارجية غربية أو عربية لم يعجبها استقبال الضيف في عمان، وهنا كان العتب ثقيلا لدرجة أن يشعر وزير الخارجية ناصر جودة بمعاناة التعامل مع الموقف.
ناصر جودة كان حريصا في مؤتمره على عدم إظهار أيّ توافق مع الإيرانيين، فقد شعرنا أنّه يرى في اللقاء معهم رجس من عمل الشيطان، وأنّه اضطرار يجب تبريره أمام الشاشات.
فقد أظهر جودة من خلال إجاباته ومقاطعاته وتعقيباته على الوزير الإيراني تقصدا أن يوجّه الكلام للخليج ولأميركا في إطار من تبرير اللقاء وطمأنتهم أنّ «مجرد اللقاء لا يعني إلاّ الخلاف».
لم يكن وزيرنا مضطراً لذكر قصة الجزر الإماراتية بهذا الشكل الحاد والعلني، وكذلك الموقف من ثورة البحرين إلاّ إذا أراد أن يرسل للخليج رسالة الطاعة والمصلحة.
ثم لو لاحظنا طريقة إنهاء الوزير للمؤتمر وخروجه قبل الضيف على غير برتوكولات الاحترام المعهودة بين الدبلوماسيين لاقتنعنا بأنّ اللقاء كان غير ودي كما أنّه يخفي وراءه الكثير.
أحد الظرفاء من الزملاء وصف المؤتمر الصحفي وشبّهه ببرنامج الاتجاه المعاكس المشهور، فقد حرّض الضيف والمضيف على تسجيل النقاط دون مراعاة لأصول دبلوماسية افتقدناها هناك.
إيران دولة ثقيلة في المنطقة وذات أذرع واصلة في كل الدول التي تحيطنا، سوريا، فلسطين، العراق ولبنان، حتى السعودية متحسسة منها وتزن علاقات الآخرين بها بميزان الذهب الدقيق.
هذا الموقف والوزن الإيراني مدعاة للاهتمام بالعلاقة معها لا توتيرها، وأنا هنا لا أتحدّث عن الرضا والقبول بمواقفها أو التحالف معها.
بل ما أعنيه أن تكون العلاقة معقولة وممكنة وتعبّر عن مصالحنا الحيوية، فحين تقيم الحكومة علاقاتها مع «إسرائيل» وهي سبب كل البلاء والدماء في المنطقة، فمن باب أولى أن نمارس سياسة الحد الأدنى مع إيران والسبب توافر المبرر والمصلحة.


(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news