jo24_banner
jo24_banner

إنكشاف التغول الديني للصهيونية.

د.كمال الزغول
جو 24 :
 يبدو أن الصهيونية بدأت تفقد وزنها في المجتمع الإسرائيلي ، حيث طغت التكتلات الجديدة اللادينية اليمينية على التكتلات الدينية اليمينية التي تطالب بيهودية الدولة، وهذا الأخير هو اكبر خطر يهدد وجود مصير أهلنا في فلسطين. إن تعدد الفكر في عقول المحتلين يجعل لديهم صراع استراتيجيات ينحدر احيانا من منابت دينية وغير دينية ،قد تفيد الكيان الداخلي لإسرائيل من ناحية علمانية وقد تدمره دينياً اذا لم يحصل التوافق عليه من قبل جميع الأطراف.
 
لقد حان الوقت لإستخدام الفكر جنباً الى جنب مع المقاومة لمقارعة عدو مدعوم من أكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الامريكية، خاصة وأن اسرائيل تُعتبر مصلحة لأمريكا،بالإضافة الى أن اسرائيل هي مسؤولية دينية لقسم كبير في المجتمع الامريكي الانجليكاني الذي يرى في وجود اليهود في القدس هو شرط لعودة المسايا(المسيا) المنتظر لإنقاذ البشرية قبل يوم الآخرة حسب ما يُروج له اليمين المتطرف الديني اليهودي الممثل بحزب الليكود ومندوبه الدائم في المجتمعات الأمريكية ،وهو تنظيم "الايباك" والمنتشر في الكونغرس وفي القواعد الشعبية الجمهورية وفي المعابد الدينية المُسيسة.
 
إن تفكك إسرائيل لا يمكن أن يكون الا بتغيير ديمغرافية سكانها وتنوعهم وتنوع افكارهم ، فكما حدثت المظاهرات برمشة عين من قبل يهود الفلاشا كتحرك شعبي، تحدث اليوم التكتلات اللادينية اليمينية بلعبة سياسية حتَّمتها الديمغرافيا والأيدولوجيا قبل الجغرافيا، والفئات المجتمعية في اسرائيل بدأت ترى التغول الديني على انه لا يخدم مصالحهم كأناس أتوا ليعيشوا وليس ليتعبدوا في معابد اسرائيل المُستحدثة، فمعظم المهاجرين اليهود أتوا بحثاً عن لقمة عيش من مجتمعات افريقية وروسية هي في الأصل مضطهدة ، فوجدوا صراعا صهيونيا بين الدين واللادين داخل الحكومة الاسرائيلية.
 
فعلى سبيل المثال وفي أعقاب الإنتخابات الإسرائيلية،نتنياهو اليوم يجد نفسه اليوم بين مطرقة حزب "أزرق-ابيض" بقيادة غانتس وحزب "اسرائيل بيتنا" بقيادة ليبرمان وسندان الأحزاب "الحريديم"(يهدوت هتوراه، ديغيل هتوراه، شاس) ، وما زال قانون تجنيد واعفاء المتدينين من الخدمة في الجيش عائقا أمام نتنياهو،بالإضافة الى ميزانية الأحزاب الدينية الحريدية التي كلفت الحكومة عام ٢٠١٩ الى أكثر من مليار شيكل،والتي صُرفت على مدارس التعليم الديني، والجدير بالإشارة هنا، ان تلك الميزانية كانت ٦٧٣ مليون شيكل عام ٢٠١٤.من هنا نرى أن المطالبة بالمساواة التسلطية و"الأبارتايدية" خلق تنوعا فكريا وايدولوجيا قد يودي بالحياة السياسية لكثير من القيادات في اسرائيل، وقد يربك القرارات فيما يخص الأراضي الفلسطينية وعملية السلام العالقة منذ حين، والسؤال الذي يجب طرحه هنا هو: هل إنكشف التغول الديني الصهيوني ممثلاً بحزب الليكود للأحزاب والمجتمع الإسرائيلي؟!! طبعا هذا السؤال سيجيب عليه نوعية وتشكيلة الحكومات اللاحقة وقراراتها المفصلية.
 
 
تابعو الأردن 24 على google news