jo24_banner
jo24_banner

«حزب الله»..سقوط مريع

عمر العياصرة
جو 24 : لا أنكر أنّ شعبية حزب الله بعد انسحاب «إسرائيل» من الجنوب ومع نهاية حرب 2006 كانت قد بلغت في نفوس العرب مبلغا كبيرا ونالت احتراما وتعاطفا بلغ حد «التشيع السياسي» لدى الكثيرين.

تلك المواقف كانت مترافقة مع الأداء الإيراني البغيض والطائفي في العراق ورغم ذلك دافع مريدي حزب الله عنهم بأنّهم شيعة عرب أقحاح وأنّ أجندتهم مقاومة لا طائفة.

اليوم سقط القناع وكشف حزب الله عن ساقه الطائفية وعن تبعيته البغيضة إلى إيران وإلى الاستبداد وأثبت أنّ المقاومة لم تكن لذاتها بقدر كونها مشروعا إيرانيا بالوكالة ولغايات المهمة الخارجية.

معركة القصير أثبتت أنّ الحزب قصير القامة وقتلاه الذين يعودون ليدفنوا في الجنوب هم اليوم عملاء للأسد قضوا دفاعا عنه ولأجله ضد شعبه.

هم يقاتلون في سوريا لا لأجل المقاومة، فهذا محض كذب وافتراء أنّهم يقاتلون من أجل الطائفة وسيادتها، فكلنا يعلم أنّه بعد حرب 2006 لم تعد هناك مقاومة حقيقية موضوعية.

بل على العكس لقد استدار حزب الله إلى الداخل اللبناني ليحصد نتاج ترتيبات موازين القوى الجديدة في الداخل البيروتي مستفيدا من طغيان القوة والشعبية التي نالها نتيجة المقاومة الوظيفية.

اليوم سلاح المقاومة يقتل الشعب السوري ويحاول إجهاض ثورة جماهير تريد الحرية والكرامة وتطمح لتحرير الجولان واحترام سيادة لبنان.

هذا السقوط المريع يدفع ثمنه الحزب من شعبيته الآن وفي المستقبل، فهو لا يعلم كم أوغر صدور الجماهير العربية تجاهه بعد مشاركته المباشرة في قتل سوريا والسوريين.

نعم هناك قوى سلفية تقاتل إلى جانب الثورة، لكنها لم تغيّر من معادلة أنّ الثورة هي للشعب السوري لكن دخول حزب الله وإيران هو ما أعطى الحرب هناك بعدا طائفيا.

بحسبة بسيطة، إيران نتاج ثورة وقد أيّدت ما جرى في مصر وتونس وليبيا واليمن وكذلك حزب الله فعل، لماذا توقّف الأمر عند الثورة السورية لمَ الكيل بمكيال الطائفة؟

الشعب السوري بعد أن ينال حريته لن يقف إلاّ مع المقاومة، وهنا كان الأجدر بحزب الله أن يقف معه أو على أقلّ تقدير يأخذ الحياد وينتظر.

المهم أنّ حزب الله ارتكب كبيرته العظمى حين نقل مقاتليه من جبهة «إسرائيل» إلى حضن بشار ليعلنوا اصطفافا طائفيا لن تستفيد منه إلاّ «إسرائيل»، وهنا سقطت المقاومة وسقط حزب الله.


(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news