jo24_banner
jo24_banner

ماذا لو كان المتسلل أردنياً

هبة أبو طه
جو 24 :
كلماتي هذه المرة مختلفة فهي لا تستطيع أن تُجمع حتى حروفها في حضرة مسرحية هزلية وقلمي يكتُب رغماً عنهُ لان حبره جف من الحزن و الأسى، طالما حلمتُ وتمنيتُ أن نعتقل صهيونيا واحدا وان تُنزل به أشد الجرائم والعقوبات وأن يكُن قفص السجن عبرة لكيانه الغاصب لأرضنا وعرضنا، لا وبل نُنكل به ونُعذبه كما يتعاملون مع أسرانا الأبطال في سجونهم أن نحرق قلبهم عليه كما تحترق قلوبنا كل لحظة على أبناءنا في معتقلات بني صهيون لكن عبثا كل هذه احلام طواها قرار بحكم مخفف بحق عدو استباح أرضنا.

سأفترض رواية مغايرة وسأطرح هنا السؤال ماذا لو كان هذا المتسلل أردنياً هناك فرضيتين الأولى مواطن أردني قرر اجتياز الحدود والدخول الى الحبيبة فلسطين وألقى القبضُ عليه الجانب الاردني سيتم توقيفه وتحويله للمحاكمة في ذات القاعة التي حوكم بها المتسلل الصهيوني وستوجه له تهم الارهاب لانه تعدّى على دولة مجاورة وهي الكيان الصهيوني وسيلقى أشد العقوبات وهذا أقل أمر فاذا يُحاكم المواطن الأردني من قبل محكمة أمن الدولة على نيته بتنفيذ عملية ضد الاحتلال ونيته بمقاومة هذا العدو الغاشم فحتى النية نُعاقبُ كأردنيين عليها من قبل محكمة أمن دولتنا الأردنية نيتنا بأن نُحارب هذا العدو عقوبة وجريمة وارهاب وبذات الوقت يُسمح لمن تسلل لأرضنا أن يمارس سذاجته وطرافته في حرم المحكمة الموقرة ويصدُر بحقه حكم مخففٌ متهاونٌ ساذجٌ.

والفرضية الثانية ان مواطن اردني تسلل للاراضي الفلسطينية وألقي القبض عليه من قبل العدو الصهيوني سيتم اعتقالهُ فورا وستُنظر قضيته بعد سنوات عدة وسيمر بكل أشكال التنكيل والتعذيب وستلتزم حكومتنا كعادتها الصمت وان عاد بعد عقد من الزمن جثة ستتم محاكتها امام محكمة امن دولتنا في ذات العاقة التي صُفح بها بشكل او بآخر عن المتسلل الصهيوني.

كل هذا لا يدل سوى على خنوع حكومتنا أمام الكيان الصهيوني الذي تعتبره وتتعامل معه كدولة شقيقة وليس عدو وتخشى ازعاجه أو خرق بند من اتفاقية الذل والعار وادي عربة المبرمة معه رغم ضرب الكيان الصهيوني لذات الاتفاقية بعرض الحائط باستباحته دماءنا وأراضينا ومياهنا وطاقتنا وكل ما لدينا نهاية لا أقول سوى أطلقوا ما شئتم من عبارات ومصطلحات على هذا الكيان الغاصب وتعاملوا معه كدولة شقيقة و استمروا في المُضي بمهادنته والاستسلام والخنوع له وحاكموا أبناءكم على نيتهم بمقاومته ومحاربته وافعلوا ما شئتم فسيبقى العار يلاحقكم وستبقى أياديكم ملطخة بذل السلام والمفاوضات لكن الحقُ بينٌ ولا أحد منكم يستطيع طمسه الكيان الصهيوني عدونا وبداخل كل عربي شريف نية لمقاومته وأنا أقر أمامكم يا سادتي بنيتي وحلمي واصراري على قتل ولو جندي صهيوني والاستمتاع بشرب دمه والسلام.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير