يا لطُهر ساحات المحور
هبة أبو طه
جو 24 :
محور ينتزع الثأر ويصون دم رجاله العفيف، ولا يُضيع قطرة منه سُدى، فيتوعد بالرد ليتجلى ذلك بعمليات نوعية لا تتوقف وسط شلال الدم النازف، عتاده عتيدٌ مبارك من رب السماء، أسلحته، وبنادقه، وصواريخه، وكلّ ما ملك من قوة يضرب بها أعداء المحور والله؛ بيدٍ من حديد، تُدمر كيان الصهيوني والأميركي وحلفائهما، وتصطاد عملائهم وجواسيسهم حيثما فرّوا وانقلبوا صاغرين.
وعلى امتداد ساحات أذرع محور المقاومة، حيث الطهارة تفوح من زند مقاومين وهبوا أرواحهم فداءً للإله، والوطن من غزة والضفة ولبنان وسورية حتى العراق واليمن إلى إيران؛ في وحدة سُطرّت بالدماء، وهل من وحدة أعظم من تلك! فيا لطهر ساحاتها، وقواها التي تُتقن إدراك ثاراتها وإنزال أشد العذاب بالأعداء.
فكما نتجرع مرارة الأحداث التي نشهدها من مجازر يقترفها الصهيوني وحلفائه من أميركا والقوى الاستعمارية ومواليهم أيضاً من أنظمة عربية عميلة، نتذوق نشوة النصر بفضل أذرع المحور، فهم بعد الله تعالى طوق النجاة لأمتنا، وبشرى النصر القادم...
المحور لم ولن تنهِ عملياته المقاومة إلاّ بدحر الأعداء والاقتصاص منهم، وإن توقفنا فقط عند اليوم السادس عشر من كانون الثاني/يناير، فقد أصبحنا على نشاز نحيب الصهاينة في مقرات تجسسهم، وأدواتهم مما يسمونها بـ"الدولة الإسلامية" ألاّ وهي داعش والنصرة وأخواتهن، في أراضٍ بالعراق وسورية، وبالصواريخ الباليستية "خيبر، والفاتح" جاء رد طهران على جرائم الأعداء بالمنطقة وبإيران التي تعرضت مؤخراً، لهجوم إرهابي على يد محور الشر، الصهيوامبريالي، وأذنابه من التكفيريين ، مطلع الشهر الحالي في محافظة كرمان بالتزامن مع إحياء ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس وشهيدها قاسم سليماني، ما أسفر في حينها عن استشهاد عشرات المدنيين، وحينها توعدت طهران بالرد على تلك الجرائم فيها إضافة إلى اغتيال قادة محور المقاومة، وما يقترفه العدو الصهيوني وحلفائه من مجازر وإبادة جماعية في غزة الصابرة الصامدة لأكثر من مائة يوم على بدء العدوان البربري الهمجي عليها عقب انتصار السابع من تشرين الأول أكتوبر.
ووفى الحرس الثوري الإيراني بالوعد كالمعتاد، معلناً في بيانه "تدمير مقرات تجسس للكيان الصهيوني، وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في أجزاء من المنطقة منتصف الليلة بالصواريخ الباليستية، وأكمل في بيانه الثاني أن هذا هو الرد "على جريمتي كرمان وراسك اللتين استهدفتا الشعب الإيراني، فقد قام الحرس الثوري بتحديد أماكن تجمع القادة والعناصر الرئيسية للإرهابيين الضالعين في العمليتين الإرهابيتين الأخيرتين، وخاصة تنظيم داعش، في الأراضي المحتلة في سوريا ومن ثم تم تدميرها بإطلاق عدة صواريخ باليستية"
كما شدد الحرس الثوري في بيانه الثالث على تدمير مقر "للموساد" الصهيوني في أربيل العراق، وأوضح أن طهران ترد بذلك على "الأعمال الشريرة للكيان الصهيوني والتي أدت إلى استشهاد قادة من الحرس الثوري ومحور المقاومة". وفقاً للبيان
بالتزامن مع ذلك شهد اليوم عمليات بطولية في الضفة الغربية المحتلة نفذها أبطالاً قتلوا ما تيسر أمامهم من حثالة العدو الصهيوني، وفي غزة انسحبت قوات للعدو الصهيوني، حيث يحاول الكيان الغاصب لملمة ما تبقى من "جيشه" أفراداً وجثثاً علاوة على الخسائر الباهظة التي تكبدها في تغوله البري الهمجي في المدينة التي رأى فيها الهول على يد مقاومتها التي لم تتوقف عن دك صواريخها بعمق الأراضي الفلسطينية المحتلة ومغتصبات العدو الذي يُهزم فيشرع بالانتقام من المدنيين بالأسلحة المحرمة "دولياً" ذاتها التي تموله بها الدول التي حرمتها وتشن معه إبادة غزة العزة! ورغم تواطئ العالم وتخاذله عربياً ودولياً إلاّ أن المقاومة لا تلين وتزخر بالانتصار، فالمغتصبات حيث غلاف غزة تم إخلاؤها من المغتصبين بفضل ضربات رجالها..
كذلك الأمر في شمال فلسطين المحتلة لا مغتصبين في أوكارهم، ولا ينعمون بأرضنا المحتلة، حتى ما يفطس منهم قتلى يدفنوهم في حلك الظلام؛ خشية من صواريخ حزب الله التي أعادتهم إلى العصر الحجري وفق اعترافات العدو، وبما أننا نتحدث عن الساعات الأخيرة، فلقد استهدفت خلالها المقاومة الإسلامية في لبنان تجمعات العدو، وعشرات المواقع في عقر دارنا المغتصبة من الصهيوني الذي بات يشتهي الموت بفضل جبهات المقاومة المشتعلة من حوله، حتى وإن لم يُقر الكيان اللقيط بحجم هزائمه الفادحة، والعدد الحقيقي لقتلاه فلا ضير فرائحة جثثهم النتنة وصلتنا وعرته أكثر مما هو مُتعري.
أما في اليمن فما زال أبطال أنصار الله، يُحرّمون البحر على العدو الصهيوني، وحلفائه حتى باتوا يحاولون عبوره بأعلام دولٍ أخرى، لكن على من هذا المكر والدهاء! فهم لا يأبهون حتى لإرهاب الأعداء الذين شنوا عليها هجوماً قبل أيام تحديداً أميركا وبريطانيا بتأييد ودعم دولاً عربية ساقطة عميلة أباحت أراضيها وقواعدها العسكرية لهم...
لكنهم خسئوا أن يمروا فقبل قليل من الآن استهدف أنصار الله، سفينة أميركية توارت تحت علم "جزر مارشال"، وأخرى بريطانية تحت علم "مالطا"، بالصواريخ البحرية المناسبة، بحسب العميد يحيى سريع الذي أكد أن القوات المسلحة اليمنية "ستستمر بتنفيذ عملياتها العسكرية وفرض قرار منع الملاحة الصهيونية في البحرين العربي والأحمر حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وفي سورية كان الرد باستهداف الجولان المحتل، كما العراق الذي لم ينفك عن ضرب القواعد الأميركية في المنطقة.
إلى ذلك لا بد من التنويه إلى أن ما أسلفت ذكره في هذا المقال، هو لأبرز عمليات قوى المحور لأقل من 24 ساعة، فما بالكم إذ سردنا انتصارات مقاومتها تاريخياً، فوالله لن تتسع ورق الكون لعظمتها فحتى القلم يهاب أن يخول نفسه في الكتابة عن المحور وأبطاله، فلهم ننحني، ونقدم الروح قرباناً للرجال حُماة الأوطان والعرض، والشرف الذي تتجلى فحوى معانيه بهم ويسمو...