2024-04-30 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

غنِّ يا شعبي باسم تيريز فخرا

هبة أبو طه
جو 24 :
وطنٌ وأرض وأمة عربية همٌ وهاجس حملته المناضلة الثائره تيريز هلسة على عاتقها منذ نعومة أظافرها حلم تيريز ابنة الستة عشر عاما آنذاك كان متمثل بعرس لكنه لم يكن كباقي الاعراس ، عرس تيريز كان بالنسبة لها فرحاً وطنياً ترفرف بهِ الأعلام وتعلو صيحات الانتصار على العدوالصهيوني الغاشم.

تيريز لم تعترف يوما بمهزله سايكس بيكو وكانت تؤمن بأن الوطن العربي واحد ولا فرق بين عربي وعربي آخر لذلك كانت متأثره بافكار جمال عبد الناصر الذي وصفته بالرمز العربي المقاوم.

وما بين عكا والكرك أسطورة عشق تيريز فالام من عكا و الاب من الكرك وحبهما لا ينتهي من قلبها لأن حلقة الوصل موجودة دوما بينهما فابن عكا ابن الكرك وابن الكرك ابن عكا وعكا تعني لتيريز الكثير فهي عاشت في أكنافها طفولتها و في مدرسة تراسنطة ابتدأت دراستها وانحرطت في ذلك الوقت في العمل السياسي وانخرطت في الحزب الشيوعي وما غابت عن بالها عكا ولآخر يوماً في عمرها كانت تتمنى العودة لعكا أو حتى استراق نظرة لها.
أما الكرك عشقها موصول بعكا بالنسبة لتيريز ولنا فالكرك حاضنة الابطال كأمثال حابس المجالي و احمد المجالي و شربل هلسة و سعيد العمرو و تيريز هلسة وغيرهما العديد الذين لا يمكن حصر عددهم وهنا استذكر بضعاً من اغنيةُ حب لشهيد الكرك التي غناها الفنان كمال خليل وألفها الكاتب ابراهيم نصر الله وسأُسقط اليوم كلماتها على تيريز بتصرف بعد اذن خليل ونصر الله "هلِّي بزغرودة و قمر، و غنيلها يا أحلى المدن، تيريز على الموت انتصرت ما أزهى شمسك يا وطن، هذي فلسطينك إلك هيِّ إلك مثل الطفولة و صدر امك و الكرك هذي فلسطينك إلك للي بيرفع رايتك، تيريز على الموت انتصرت...ما أزهى شمسك يا وطن".

تيريز انتصرت على الموت اليوم كما انتصرت عليه عام 1972 عندما شاركت بعملية فدائية لخطف طائرة سابينا ذات الرأس المال الصهيوني التي كانت مسافرة الى مطار اللد والتي كانت تحمل على متنها 140 صهيوني للضغط على الاحتلال باطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين والاردنييون الذين يقبعون في سجون العدو ولايصال القضية الفلسطينية للعالم أجمع.

وللاسف لم تنجح العملية حينها وتمكن العدو الصهيوني من اقتحام الطائرة حيث تنكر جنوده بزي رجال الصليب الاحمر فاصيبت تيريز برصاص العدو الصهيوني وغرقت بدماءها ورغم ذلك لم تهاب وصوبت سلاحها تجاه العدو وأصابت برصاصتها بنيامين نتنياهو وبعد ذلك القي القبض على تيريز ورفيقتها ريما طنوس واستشهد رفيقها زكريا الأطرش و رفيقها علي طه الذي انضم الى الجبهة الشعبية أواخر عام 1968 والذي كان قائد العملية آنذاك والذي بقت تيريز تستذكر دوما وصيته التي قال بها " أمانة يا منظمتنا أن لا نتوقف عن الأخذ بالثأر، أمانة أن نُصفي العملاء دون هوادة وأن نلاحقهم أينما وُجدوا، أن نستعمل كل الطرق الكفيلة بإيصال المجموعات إلى هدفها بدقة متناهية. وأمانة أخرى وهي أن لا نحرم القدس من أسماءنا ولا ننحرم نحن من ذكريات القدس التي لن تبخل علينا بسرد قصتنا، نحن الشعب الفلسطيني على كل قرية ومدينة في فلسطين الحبيبة. أما نحن نعاهدكم بأننا سننقل بدقة تفاصيل بطولات شعبنا بالكرامة والعرقوب وفي كل شبر اشتركنا بضرب العدو فيه، إلى شهداءنا الأبرار عاشت ثورتنا، عاش كل المناضلين الشرفاء وثورة حتى النصر".

وبعد ذلك صدر حكم على تيريز بالسجن مدى الحياة وقبعت خلف قضبان العدو الصهيوني اثنا عشره عاما حتى خرجت بعملية تبادل أسرى مع العدو الصهيوني.

فتيريز انتصرت على الموت وعلى العدو وعلى السجان وحتى بعد وفاتها اليوم انتصرت تيريز على الموت فالمناضلات الفدائيات مثل تيريز لا يموتون أبدا فجسد تيريز قد يفنى الا أن روحها ارتقت عند الله وما زالت تطوف بين عكا والكرك فتيريز لم تمت لان تاريخها لا يمكن أن ييكون يوما في طي النسيان وعلينا ان نروي للاجيال قصة تيريز منذ طفولتها وكيف تحملت شقاء وعناء التسلل وهي تبلغ ستة عشر عاما من العمر من عكا الى لبنان لمدة ثلاثة أيام دون ان تحتسي بضعا من طعام او تتناول شربه من ماء لتنضم إلى الكفاح المسلح في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية وتلقى رفاقها وتتدرب معهم لتنفيذ عملية اللد البطولية.

تيريز ستبقى حية في قلوبنا و ستبقين مثالا للتضحية وحب الارض ولا يختلف على هذا القول أحد فتيريز هزت أركان الكيان المحتل وجعلت الرعب يدب بهم والخوف يعتري صدورهم فزعا فعشقها المغزل بين بنادقها بها ولدا.

فغنّي يا شعبي باسمها فخرا واصرخ تيريز انتصرت على الموت وعلق صورها شامخة علاها فقلب تيريز به ورد من القدس يراوده والعشق ها هنا سحري لا معط فيه ولا أخذ فالكل من نسج البلاد قد روي القلب قد رثّ إذ ما يذكرها رثى تيريز يا مهد البندقية الحرة كم عظيمة انت فعيناك كميناء يافا به شبق فسلام من عكا يناديكي عشت أيقونة للنضال وتحية فخر تلقيها الكرك أرض الشهامة لكِ.



تابعو الأردن 24 على google news