غسان كنفاني ما زلت حي بيننا
هبة أبو طه
جو 24 :
أين البداية وأين النهاية يتساءل قلمي قبل أن يخُط أحرفه فالكلمات في حضرتك تقف عاجزة عن الكتابة تخشى أن لا تُنصفك وحتى الاحرف تسقط على الورقة مع الدموع حُزناً على فُراقك وحسرة على انهزامنا وخنوعنا عندما نكون في حضرتك يا رفيقنا.
غسان كنفاني ليس اسم كاتب وصحفي فحسب بل اسم جيش من جنود الكلمات وقنابل أحرف دمرت العدو الصهيوني وهزت أركان عروشه؛ فالطاغوت الصهيوني كان يهاب ويخشى كلمات كنفاني أكثر مما يخشى الحرب وكان صوت أحرفه حين يدوي يُرعبهم أكثر من أزير الرصاص.
لذلك حاولوا اغتياله متوهمين أنهم بذلك سيقتلون غسان لكنهم لم يعلموا حينها أن روايات غسان ومقالاته فكرٌ تحيا عليه الأجيال فالأب يؤذن برواية عائد إلى حيفا عندما يولد طفله ومن ثُم تُرضعه أمه بدلاً من الحليب فكر غسان وشغف غسان وثورة غسان وحلم غسان بالعودة إلى فلسطين كل فلسطين من بحرها لنهرها.
لم يقتلوك يا غسان ولن يقتلوك فأنت حي أنت حي هنا في كل أوطان العُربان أنت حي في كل مُناضل أنت حي في كل شهيد أنت حي في كل ثوري أنت حي في كل عربي أنت حي لن يتمكنوا ليومنا هذا من قتلك فهُم اغتالوا جسدك والجسد فاني والروح باقية فروحك لن يقدروا على اغتيالها فهي تطوف في سماءنا تُنادينا "لماذا لم تطرقوا جدران الخزان" وتصرخ بوجه الأنظمة العميلة الوظيفية "أموت وسلاحي بيدي لا أن أحيا وسلاحي بيد عدوي".