في ذكرى ميلاد عبد الناصر: انهض او أعد ميلادك من جديد

 

الكرامة والحرية والعزة اجتمعنّ على شكل انسان يجسدهن، ويصرخ بهنّ ليكن هو الحلم الذي حضر وغاب الحلم الذي طالما تمنيناه وسرعان ما اختطفته السماء منّا.

احرفي و كلماتي تقف عاجزة عن تقديم وصف له، فهو القائد و النبي الذي اخرجنا من ظلمات الاستعمار الى نور القومية لذا يتوجب عللي في البداية ان اقدم اعتذاري له لان ما اكتبه لن يفيه نصف من حقه.

فعند ولادته ابتسم القدر للامة العربية، ها هو سيبشر كل منزل و بشر على هذه الارض برسالة العروبة، وسيدفع الجميع لضبط دقات القلب على ايقاع الوحدة الكبرى، لكن بالمقابل تكالب الجميع عليه من انظمة العرب الوظيفية الى انظمة الغرب الامبريالية واذكر هنا جزءا مما قاله نزار قباني في رثاء الزعيم الخالد"لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا؟ فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا، سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ.. رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ، أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ، قتلناكَ يا حُبّنا وهوانا، وكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ، وكنتَ أبانا، وحينَ غسلنا يدينا.. اكتشفنا بأنّا قتلنا مُنانا وأنَّ دماءكَ فوقَ الوسادةِ كانتْ دِمانا".

فعبد الناصر الزعيم الذي تنحني له الامم وتسطر له دواوين الشعر، وتهتز السماء وترتعش الارض عند ذكره وتنفرد العروبة كالحزينة بنفسها تجهش بالبكاء و تتحسر على زمن زاخر بالنصر و الكرامة صنعه لها الناصر، وعلى حرية ارادها ان تكون لامتنا العربية فكانت لها.

جمال الخالد في قلوب الشرفاء نصير الضعفاء و المراة الذي انحاز لطبقته وكان سند الكادحين و قاهر الاقطاعيين المستبدين، المؤمن بالحرية وسيادة الارض الذي واجه نظام الملك فاروق العميل التابع وانقلب عليه هو ورفاقه من الضباط الاحرار و أقسم ان يطهر مصر من رجس الاستعمار البريطاني وطهرها ولقنها درسا هي وحلفاؤها الصهاينة والفرنسيين في العدوان الثلاثي.

لطالما حاولت قوى الاستعمار ارضاخ عبد الناصر واغراؤه لكنه تحداهم وبقي كالجبل الشامخ يحرر الامة العربية ويبنيها تارة يؤمم قناة السويس ويبني السد العالي وصناعات مصر الحديثة وتارة يدافع عن اليمن ويخوض حربا لاجل حريتها ويعلن الوحدة مع سوريا ويصون الامة العربية ويهزم الاستعمار بارضه مما جعل العدو والانظمة العربية العميلة و الرجعية يموتون بغيظهم ويرسمون الخطط ويحيكون المؤامرات للخلاص منه، للخلاص من اسطورة المجد وفخر الامة.

سانتقل من الماضي الجميل الى الواقع المرير لادعو الهي الآن واتوسله بان يعيد الناصر لنا فوسط الدماء اشتقنا لرائحة الحرية، وامام ما آل له وطننا العربي من تشرذم وضياع اشتقنا للوحدة، ولمن سيعيد لنا المجد و الكرامة ففي هذا الزمن الذي اصبحت به الخيانة فخرا و باتت انظمتنا تحتضن الظلاميين وسفارات الاعداء وتسلمهم الاوطان آن للناصر ان ينهض من جديد آن له ان يعيد الروح للقومية.

لذا ارجوك انهض وقل من جديد ارفع راسك يا اخي لقد مضى عهد الاستعباد، انهض واشتم العدو الامريكي والبريطاني وانتصر عليهم من جديد، انهض وعد لتتوعد وتحارب الصهاينة، انهض واحرق سفارات واعلام العدو المنصوبة في وطننا العربي، انهض وحاسب حكامنا المشبعون بالعمالة، انهض وايقظ ضمائرنا، انهض وابعث فينا روح القتال، انهض وعيد زمن الفدائية و التحرير انهض لاننا بامس الحاجة لك، ،انهض وخلصنا من حكام يشاركون العدو بقتلنا، انهض لان الاستعمار ينهشنا، انهض لاننا بتنا مجزئين ومهزومين ومذلولين، انهض لان العربي يبغض العربي انهض لان فلسطين لم تعد البوصلة انهض لانهم تجرؤا على دمائنا و رقصوا على جثثنا، انهض لاننا نقبع بادنى درجات القاع.

فيا حلمنا الجميل غفوتك طالت انهض لاننا نحتاج رجل وليس اشباه رجال، انهض لاننا نريد شرفاء، انهض وحررنا من هذا الغزو الثقافي والعسكري والاقتصادي المخيف، انهض او اعد ميلادك من جديد.