jo24_banner
jo24_banner

حدود الكر والفر للقوى في سوريا.

د.كمال الزغول
جو 24 :
 عندما نسمع أن الاتراك يمهلون النظام السوري للتراجع عن مهاجمة الثوار يتبادر الى الأذهان أنهم يريدون دعم الثورة ضد النظام السوري ويقفون مع الانسانية وجموع اللاجئين ، بيد أنهم على أرض الواقع لا يريدون ان يتعدوا الخطوط التي فرضها مؤتمر سوتشي مشاركين بذلك بمخطط تقسيم سوريا وتقاسمها بين الدول، لأنهم ينفذون مصلحة امريكا في حفظ بترول الشمال السوري كقاعدة لتوازن امريكي مؤجل بسبب اهتمام الامريكيين بالملف الاقتصادي أكثر من غيره من الملفات ، ومتطلب هذا التوازن رسم للنظام السوري حدوده مثلما هو الروسي والتركي، وهذا يعني أن امريكا ستحافظ على خارطة سوريا التي رسمتها مناطق خفض التصعيد والتي ناسبت مصلحتها ومصلحة اسرائيل. وللوقوف على ما آلت اليه الأمور في سوريا من محددات للصراع يتوجب التعرف على حدود الكر والفر للقوى في سوريا:
اولاً،لو كانت روسيا بقوة امريكا فسوف تقوم بمنع اسرائيل من قصف دمشق، ومنع تركيا من دخول ادلب، وسوف تحمي حليفها السوري ،لكن روسيا لحد الآن لا تمتلك قرار الحسم، وأحيانا يتبادر شعور إن روسيا جاءت لحماية اوروبا من اللاجئين واسرائيل من الحركات، وحماية مصلحة امريكا في الشمال الشرقي من سوريا مع خسارة مالية على عمليات دفاعية تنحصر داخل دمشق ، فالحصة التي تحت سيطرة روسيا صغيرة جدا مقارنة مع اربع سنوات تواجدت هناك بعدتها وعتادها.....فهل ينقص الروس سياسة بدلا من الجندية!!....تساؤلات تستحق التفكير.
ثانياً، لو كانت تركيا صادقة في دعم الثورة لما التقت بالروس، ولما حددت تواجدها فقط على حدود وقف التصعيد، ولما حصرت اللاجئين في المنطقة الآمنة، ولما نفذت أوامر أمريكا بين الحين والآخر كخادم وحاجب على ابواب التوازنات الإستراتيجية بين الروس والأمريكيين.
ثالثاً، لو كانت ايران قوية لما قُصفت مليشياتها في دمشق من قبل اسرائيل، ولما قُتل جنرالاتها في العراق ،فهي تلعب بضعف بين فجوات ضعف الآخرين مقدمة خدمة لتوازن روسيا أمام امريكا وذلك بمحاربة الثورة السورية.
رابعاً، بشار الاسد وهو الحلقة الأضعف ينتظر من حلفائه الضعفاء انتصارا ولولا التدخل الخادم لأمريكا من قبل ايران وروسيا لنوديَ بسقوطه في عام ٢٠١٦.
الخلاصة ، أي كر وفر بين مجاميع المتقاتلين في سوريا هو مصلحة امريكية اسرائيلية في ظل وجود عراق ملتهب وهي صمام الأمان الأمريكي الإسرائيلي ، والمشهد العراقي قد يؤثر في سياسة امريكا في عمق العراق وهو سوريا ، ولذلك أمريكا تأتي الى سوريا عندما تتأثر توازناتها في العراق والشعب السوري يخسر بسبب فوضى التوازنات!!!!!!
 
تابعو الأردن 24 على google news