إيران وقبول العلاج "بالصدمة".
د.كمال الزغول
جو 24 :
إن مؤشرات تأثير العقوبات على ايران باتت واضحة من خلال قبولها "العلاج بالصدمة الإقتصادية" عن طريق قروض صندوق النقد الدولي،وهذا ما كان يتمناه اقتصاديو امريكا ،وهي نتائج قوية قد يصل أثرها الى حزب الله اللبناني وسوريا ، وامتداد هذا العلاج سيشمل قانون قيصر لكي يطبق على سوريا ، وقد تشمل لبنان (كنتيجة للتدخل الإيراني) والذي سيجبر على قبول تلك الوصفة.
إيران قد تتبنى الخصخصة التي تنشأ عن شروط صندوق النقد الدولي والتي ينتج عنها تضخم عالٍ، وازدياد نسبة البطالة، وتفكك الإتحادات العمالية، والقضاء على معظم المشاريع التنموية العامة، والذي بدوره سيؤدي الى تسريح كثير من العمال من هذه المشاريع مما يؤدي الى حالة من الفقر ،هذا بالنسبة للشركات الكبرى، لكن بالنسبة للشركات الصغيرة، ستواجه صدمة عدم القدرة على منافسة الشركات المتدخلة من الخارج مع عدم قدرة ارباب عمل هذه الشركات على التصدير والإستيراد بسبب الضرائب وبسبب النقص الحاصل في رأس المال والإمكانات.
يعتبر جو الفقر الناتج عن الأزمات الداخلية والإقتتال الداخلي والتخبط السياسي هو أفضل جو لوصفة "العلاج بالصدمة الإقتصادية" خاصة اذا نظرنا الى بلد مثل ايران وبلدان أخرى متأثرة بالتدخل الإيراني كلبنان وسوريا ،وكنتيجة للفشل الناتج عن السياسة الداخلية لتلك الدول ،لا يوجد مخرج الا الوصفة الدولية الجاهزة والمكتوبة داخل صندوق النقد الدولي، والتي تُجبر كل من يتعاطاها على أن يُذعن ويسمع ويُدطيع ما يمليه عليه هذا الصندوق لصالح راس مال الإقتصادات القطبية العالمية .
في النهاية ، طلب القروض من صندوق النقد الدولي من قبل ايران ولبنان يعتبر نشوة للإقتصاديين الغربيين لكي يحققوا ما يريدون دون حروب من خلال "العلاج بالصدمة الإقتصادية"، وهذا هو أحد أهداف العقوبات الإقتصادية والتي سيرافقها قانون قيصر الخاص بسوريا هذه الأيام والذي سيقلل حتما من دور روسيا مستقبلا في إعادة إعمار سوريا ومن دور ايران التوسعي في سوريا و لبنان، وهكذا وصفة، باتت تعتبر كنتائج ملموسة لمدى تأثير العقوبات الأمريكية على إيران.