دروس مستفادة من ازمة كورونا (1)
الدكتور سليمان الشياب
جو 24 :
يعيش الاردنيون ازمة عصيبة كما يعيشيها باقي العالم لا بل ان الوضع الاردني بالرغم من شح الامكانيات افضل بكثير من اوضاع دول غنية ودول متقدمة وكان اداء من اداروا الازمة اداءا متميزا وهذا ادى الى محاصرة المرض وعدم انتشاره كما حدث في بلدان كثيرة ومنها دول متقدمة دخلت في ازمة شنيعة
و الاردن اليوم سيد نفسه وأبناؤه وحدهم هم سنده يديرون دولتهم وحدهم، لا مساعدات ترجى ولا معونات متوقعة ولا مجال لتعليمات او شروط من صندوق النقد او البنك الدوليين تفرّق بين الدولة وأبنائها وتدار هذه الازمة بقيادات اردنية وتعليمات وطنية وهناك من بادر بالتبرع للدولة من نقابات ومؤسسات خاصة عبروا فيها عن انتمائهم لوطنهم
هذه الازمة التي يمر بها الوطن ويمر بها العالم اجمع لا بد لها من انعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي المحلي والعالمي والاهم من ذلك ان هناك دروسا كثيرة لا بد من التقاطها تجعلنا نعيد التفكير والتخطيط والتنفيذ في كل الجوانب حيث اننا لدينا الامكانيات المتوافرة في قطاعات اقتصادية هامة و التي يمكن تحفيزها وتقويتها من خلال تشجيعها ومنحها دعما وحوافز خاصة وعلى راسها القطاع الصحي الذي وقف بكافة قطاعاته العامة والخاصة وبكافت منتسبيه في وجه هذا الوباء لذلك لا بد من وضعه على قائمة القطاعات الواجب دعمها دعما لا حدود له هو والقطاع التعليمي المصدر الاساسي والمزود الرئيسي لقطاع الصحة ولكافة القطاعات الاقتصادية الاخرى لذلك لا بد من توجيه الدعم الكبير للقطاع التعليمي والبحث العلمي والقطاع الصحي لانه بدون هذين القطاعين فان البلد اي بلد ستكون في ذيل البلدان لذلك وجب الاهتمام بمنتسبي القطاع الصحي في وزارة الصحة تحديدا ومساواتهم بنظرائهم من العاملين في الخدمات الطبية والمستشفيات التعليمية
والقطاع الزراعي الذي يغطي احتياجات السوق المحلي بعدد من السلع وخاصة الاساسية التي يحتاجها المستهلك الاردني لذلك فانه لا بد من اعادة النظر في التشريعات التي تنظم عمل هذا القطاع الهام حيث ان بعض القوانين والسياسات الاقتصادية التي تم اعتمادها وتطبيقها في السنوات السابقة ادت الى تراجع هذا القطاع لذلك لا بد من اعادة النظر بهذه القوانين والسياسات وتعديلها والمباشرة بتقديم الدعم للمزارعين مما يمكنهم من مضاعفة انتاجهم كمية واضافة انواع اخرى من المنتجات الزراعية التي تناسب البيئة الاردنية ولكننا نستوردها من الخارج وهذا من شانه ان يجعل اعتمادنا على منتجاتنا اكثر ويخلق فرص عمل جديدة سواءا بشكل مباشر او بشكل غير مباشر في السلاسل التكاملية المرتبطة بالانتاج الزراعي ويوفر علينا عملات صعبة تخرج خارج الاردن كثمن لمستورداتنا من الخارج وكذك لا بد من التركيز على التوسع في زراعة القمح من خلال زيادة الترع والحفائر المائية واعادة النظر في الاتفاقيات المائية التي الجائرة
اما القطاع الصناعي الذي تراجع كثيرا في السنوات الاخيرةلا بد من اعادة النظر في القوانيين والسيسات الاقتصادية التي سببت هذا التراجع حتى ينهض من جديد وفي ضوء هذه الاوضاع التي نمر بها وفرضتها علينا ظروفا لم نعتد عليها سابقا فهذا ناقوس خطر دقته الظروف الطبيعية ويقول لنا لا بد لمسؤؤولين وراسمي السياسات من الانتباه الى هذا البلد بحيث نحاول ان نسد ما تستطيع سده من احتياجاتنا
ان لأزمة اليوم تجتاح الجميع ولا تفرق بين بلد متقدم وآخر نامٍ، والأهم من كل ذلك أنها قد تكون فرصة للجميع لإعادة النظر في المشهد المحلي لديه..
لذلك فانه في بطن أزمة اليوم فرصة كبيرة للدولة الاردنية لتغدو الأقوى بأبنائها مجتمعين غير متفرقين....
هل نستطيع تحقيق ذلك نقول نعم، ولكن سؤال "هل سيكون هناك ارادة حقيقية للتغيير الجواب سنراه بعد الازمة ان شاءالله اتمنى ان نرى هذه الارادة بالتغيير ونرى محاربة الفساد وتحجيم القوى التي تقف في وجه الاصلاح ونرى الاردن دولة متقدمة تزهوا بابنائها غير معتمدة على معونات ومنح تنتظرها من الخارج والى اللقاء في حلقة اخرى من دروس مستفادة
حمى الله الاردن