السيناريو الأسود في سوريا
طاهر العدوان
جو 24 : البحث في حقيقة المواقف الغربية والروسية من الصراع في سوريا اصبح عناوين الصحف وموضوع تحليل وتكهنات السياسيين بعد ان بينت قمة الثماني الكبار بان التمسك بجنيف ٢ لا يعني العمل من اجل الحل السياسي في سوريا إنما عملية لكسب الوقت الذي يريد كل طرف من خلاله تحقيق السيناريو الذي يخطط له او يتمناه على الارض السورية .
الرئيس الروسي بوتين لم يستطع ان يخفي ما يريد لقد أظهرت تصريحاته وتعابير وجهه انه كما وزير خارجيته لا فروف لا يساندان الأسد في حربه على شعبه من اجل المصالح فقط إنما بدوافع حقد دفين على كل ما هو إسلام سياسي ، بوتين لا يحارب إلى جانب الأسد بمده بأحدث الأسلحة دفاعاً عن الشرعية كما يزعم ، بل ظهر في تصريحاته الغريبة في لندن ودبلن وكأنه في رحلة صيد لقتل « آكلي لحوم البشر « كما وصف الثوار السوريين واتهامهم بانهم يصنعون الأسلحة الكيماوية في العراق ويقتلون بها السوريين ، وهذا الكلام لم يجرؤ على قوله الأسد ولا تحدث عنه المالكي . كما ان بوتين لم يتوقف امام حقيقة ان استخدام هذه الأسلحة ظهر في المدن والأحياء التي يحاصرها النظام ، وليس حيث الخبراء الروس وقوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله .
أما السيناريوهات الغامضة فهي التي في دوائر الغرب ، الذي لا يعرف موقفه الحقيقي من ثورة الشعب السوري ، هو في صداقه مع هذا الشعب لكنه مارس حصاراً شاملا على تسليحه وهو يرى تدفق السلاح الروسي والإيراني على الأسد وهكذا فان ( انتصارات الأخير الميدانية في القصير وغيرها ) هي بمساهمة أمريكية وأوروبية وليس فقط بفعل روسي إيراني على الارض.
من التحليلات المتداولة في المنطقة والعالم ان أمريكا وأوروبا ( باستثناء بريطانيا وفرنسا ) يتبنون الرؤية الإسرائيلية وهي العمل على إطالة الحرب التي بدأت تجذب إليها أعداء إسرائيل في الشرق الاوسط ، من القاعدة إلى ايران ومن جبهة النصرة إلى حزب الله ، وفوق هذا تدمير سوريا والعراق ولبنان واستنزاف الدول العربية من الخليج إلى تونس وليبيا . استدراج هولاء جميعا إلى حرب طويلة منهكة على قاعدة ( فخار يكسر بعضه ) انه هدف اسرائيلي يفصح عن نفسه ، ويشجعه عليه حرب الفتاوى التي بدأت تغذي هذا السيناريو الأسود.
شواهد ومواقف تؤكد وجود هذا السيناريو الغبي الذي هو اغبى من حرب بوش على أفغانستان والعراق التي لم تقض على الإرهاب إنما أقامت له إمارات إسلامية في أفغانستان والعراق والان في سوريا ، واليوم يجبر أوباما على مفاوضة طالبان في الدوحة ليضمن انسحاباً آمناً لقواته . الثورة في سوريا ليست تمرداً فالحرب مع النظام تشمل كل الارض السورية حتى منطقة الساحل التي قمعت انتفاضاتها بالنار والحديد وآخرها مجزرة بانياس ، هذه الحرب لن ينتصر فيها النظام حتى لو تحول بوتين إلى قيصر يعيد إنتاج حرب القرم مع ما يعتقد انها حرب مقدسة ضد خلافة إسلامية جديدة .
هذا السيناريو لن يهزم الثورة السورية والأمثلة الأفغانية والعراقية تؤكد بان المتطرفين هم من سيربح أخيراً بل قد تكون سوريا قمة انتصاراتهم وسينقلب هذا السيناريو على أهله وعلى إسرائيل أيضاً . ومرة أخرى لا حل الا بسيناريو عربي يتحرر من ارادات الأجنبي ، بدعم الائتلاف السوري والجيش الحر وكل القوى المعتدلة التي تمثل الاغلبية لهذا الشعب ، الذي خرج سلميايطلب بالحرية والكرامة ، واذا بالنظام يحول ساحات أهازيجه الى ميادين رماية . مثل هذا السيناريو العربي الغائب هو الذي سيجبر النظام وطهران وموسكو وواشنطن على تبني المخرج الوحيد الامن بتمكين السوريين من تقرير مصيرهم في مرحلة انتقالية بإشراف دولي و بدون تدخل المتقاتلين وانصارهم من الأطراف جميعاً. (الراي)
الرئيس الروسي بوتين لم يستطع ان يخفي ما يريد لقد أظهرت تصريحاته وتعابير وجهه انه كما وزير خارجيته لا فروف لا يساندان الأسد في حربه على شعبه من اجل المصالح فقط إنما بدوافع حقد دفين على كل ما هو إسلام سياسي ، بوتين لا يحارب إلى جانب الأسد بمده بأحدث الأسلحة دفاعاً عن الشرعية كما يزعم ، بل ظهر في تصريحاته الغريبة في لندن ودبلن وكأنه في رحلة صيد لقتل « آكلي لحوم البشر « كما وصف الثوار السوريين واتهامهم بانهم يصنعون الأسلحة الكيماوية في العراق ويقتلون بها السوريين ، وهذا الكلام لم يجرؤ على قوله الأسد ولا تحدث عنه المالكي . كما ان بوتين لم يتوقف امام حقيقة ان استخدام هذه الأسلحة ظهر في المدن والأحياء التي يحاصرها النظام ، وليس حيث الخبراء الروس وقوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله .
أما السيناريوهات الغامضة فهي التي في دوائر الغرب ، الذي لا يعرف موقفه الحقيقي من ثورة الشعب السوري ، هو في صداقه مع هذا الشعب لكنه مارس حصاراً شاملا على تسليحه وهو يرى تدفق السلاح الروسي والإيراني على الأسد وهكذا فان ( انتصارات الأخير الميدانية في القصير وغيرها ) هي بمساهمة أمريكية وأوروبية وليس فقط بفعل روسي إيراني على الارض.
من التحليلات المتداولة في المنطقة والعالم ان أمريكا وأوروبا ( باستثناء بريطانيا وفرنسا ) يتبنون الرؤية الإسرائيلية وهي العمل على إطالة الحرب التي بدأت تجذب إليها أعداء إسرائيل في الشرق الاوسط ، من القاعدة إلى ايران ومن جبهة النصرة إلى حزب الله ، وفوق هذا تدمير سوريا والعراق ولبنان واستنزاف الدول العربية من الخليج إلى تونس وليبيا . استدراج هولاء جميعا إلى حرب طويلة منهكة على قاعدة ( فخار يكسر بعضه ) انه هدف اسرائيلي يفصح عن نفسه ، ويشجعه عليه حرب الفتاوى التي بدأت تغذي هذا السيناريو الأسود.
شواهد ومواقف تؤكد وجود هذا السيناريو الغبي الذي هو اغبى من حرب بوش على أفغانستان والعراق التي لم تقض على الإرهاب إنما أقامت له إمارات إسلامية في أفغانستان والعراق والان في سوريا ، واليوم يجبر أوباما على مفاوضة طالبان في الدوحة ليضمن انسحاباً آمناً لقواته . الثورة في سوريا ليست تمرداً فالحرب مع النظام تشمل كل الارض السورية حتى منطقة الساحل التي قمعت انتفاضاتها بالنار والحديد وآخرها مجزرة بانياس ، هذه الحرب لن ينتصر فيها النظام حتى لو تحول بوتين إلى قيصر يعيد إنتاج حرب القرم مع ما يعتقد انها حرب مقدسة ضد خلافة إسلامية جديدة .
هذا السيناريو لن يهزم الثورة السورية والأمثلة الأفغانية والعراقية تؤكد بان المتطرفين هم من سيربح أخيراً بل قد تكون سوريا قمة انتصاراتهم وسينقلب هذا السيناريو على أهله وعلى إسرائيل أيضاً . ومرة أخرى لا حل الا بسيناريو عربي يتحرر من ارادات الأجنبي ، بدعم الائتلاف السوري والجيش الحر وكل القوى المعتدلة التي تمثل الاغلبية لهذا الشعب ، الذي خرج سلميايطلب بالحرية والكرامة ، واذا بالنظام يحول ساحات أهازيجه الى ميادين رماية . مثل هذا السيناريو العربي الغائب هو الذي سيجبر النظام وطهران وموسكو وواشنطن على تبني المخرج الوحيد الامن بتمكين السوريين من تقرير مصيرهم في مرحلة انتقالية بإشراف دولي و بدون تدخل المتقاتلين وانصارهم من الأطراف جميعاً. (الراي)