عبد الله البرغوثي..في رقبة من؟
يؤكد النداء الذي وجّهه وزير الأسرى وشؤون المحررين الفلسطيني عيسى قراقع للحكومة الأردنية ولمؤسسات حقوق الإنسان حول حجم المخاطر التي بدأت تحيط بصحة الأسير الأردني عبد الله البرغوثي على أنّ الأمر وصل إلى مراحله الأخيرة وغير المحمودة.
هذا الأسير البطل الصابر المضرب عن الطعام لا يجد إلى الآن أيّة التفاتة من قبل الحكومة الأردنية ممثلة بوزارة الخارجية التي تصم آذانها بطريقة غريبة عن الاستماع لحقيقة المخاطر التي يتعرض لها أسرانا.
البرغوثي ورفقاؤه ليسوا مجرمين أو قطّاع طرق، بل هم أبطال دافعوا عن البلد وسيادتها وقد كان قدرهم أن يؤسروا وأن يتم إهمالهم من قبل الرسمي الأردني إلى الحد المسفّ.
بدورهم قام أهالي أسرانا الأبطال بكل ما يجب من فعاليات ونشاطات للفت النظر إلى أنّ هناك أسرى لنا يعانون في سجون الاحتلال.
ثم جاء إضراب أسرانا عن الطعام احتجاجا على إهمال حكوماتنا لهم ولحقوقهم الطبيعية التي تفرضها المواثيق والاتفاقات الدولية.
ناصر جودة وزير خارجيتنا وفي معرض رده على استفسارات النواب عن الموضوع كان فضفاضا عاما لم يقنع وترى من ثنايا كلامه حجم ضعف إرادتنا أمام الإسرائيلي وحجم تخاذل أداء خارجيتنا.
اليوم نحن نقف أمام استحقاق تواصل إضراب أسرانا، حيث تشير التقارير إلى أنّ احتمالات استشهاد بعضهم بات محتملا ما يجعلنا نقف أمام تداعيات لا نتمنّاها.
البرغوثي من بين الأسرى الذين أضربوا وحالته الصحية تدهورت بشدة كبيرة تتناسب طرديا مع قوة إرادته ما يعني أنّنا نقف أمام بطل يموت أمام أعيننا جميعا.
ماذا لو استشهد عبد الله البرغوثي، ماذا سيكون موقف الخارجية وبأيّ اتجاه تدافع عن نفسها، وكيف سيؤمن المواطنون بأنّ الدولة تحمي أبناءها؟
على الدولة أن تستدرك بسرعة من خلال وضع كل ثقلها في قضية أسرانا المتواجدين في سجون الاحتلال وأظنّها قادرة لكنها لا تريد تحت عناوين أراها مبهمة.
اليوم تلعب الأردن دورا نرفضه، لكنها تلعبه، في تقريب راسين بالحلال «إسرائيل وسلطة رام الله»، وهذا معناه أنّ لذلك وزن عند الإسرائيلي يمكن توظيفه بإخراج الأسرى وفهمكم كفاية.
(السبيل)