نهاية الانقلاب
عمر العياصرة
جو 24 : اللحظة التي قررت فيها سلطة الانقلاب فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة هي اللحظة التي انتهى فيها انقلاب الجيش على الشرعية.
اليوم تعيش مصر حالة غير مسبوقة من الثورة في كل المدن والمحافظات والنجوع حركتها دماء الشهداء الذين سقطوا على أيدي الجيش المصري.
ما شاهدناه كان إجراميا دمويا بامتياز ولا يمكن أن تصمد أمامه أيّة حجة للدفاع عن سلوك الجيش المصري منذ بدء مسرحية 30/6.
قادة الجيش المصري في هذه اللحظة أمام سقوط الشهداء وأمام الجثث الممزقة والمتفحمة لا يملكون الصمود والبقاء على موقفهم، فلقد تلوّثت قلوبهم وعقولهم قبل أيديهم.
الفريق عبد الفتاح السيسي وزملاؤه بقرارهم الأرعن يكونوا قد حفروا قبورهم بأيديهم وظنوا أنّ فضّ الاعتصام هو مجرد حالة أمنية لكنهم تورّطوا وذهبوا نحو حتف انقلابهم.
الهجوم على الميادين تحوّل من عملية أمنية إلى ثورة شعبية عارمة سيدفع ثمنها الانقلابيون المغامرون ضعيفو الفهم السياسي والإستراتيجي.
اقتحام رابعة هو بمثابة «ضربة المقفي» التي تثبت أنّ الانقلاب قد وصل إلى قمة ارتباكه وأنّ رجالاته بدؤوا بتحسس رؤوسهم وأنّ مغامرتهم الأخيرة متوقعة لحماية أخطائهم وخطاياهم.
بعد الاقتحام وانتشار صور الشهداء من الأطفال والنساء لم يعد لهؤلاء شرعية عند أحد فقد سقطوا أمام المصريين وهذا ما لم يتوقعوه.
ولعلّ سرعة خروج شيخ الأزهر، بأوامر من سلطة الانقلاب، يدلل على أنّ حسابات الاقتحام لم تكن متوافقة مع توقعات من قاموا به وأنّهم يعيشون لحظات قلقة وصعبة.
ليس من السهل أن يرى المصريون دماءهم تسيل في الشوارع ويصمتون أو يقبلون بحكم من سفكها، من يعتقد بذلك لا يعرف المصريين وردود فعلهم.
المسألة الآن لم تعد مجرد ميدان رابعة أو النهضة، القصة الآن أصبحت ثقافة اعتصام وثأر للدماء وقتلة استباحوا دماء الناس واستسهلوها.
أمام مصر طريقين لا ثالث لهما، فالمشهد إمّا أن يذهب إلى تراجع الانقلابيين وعودتهم للشرعية ومحاكمة القتلة أو أنّنا بصدد فتنة وهاوية تسير بها أرض الكنانة.
مصر تقلقنا جميعا وإرسالها إلى الجحيم حلم إسرائيلي وغربي، ومن هنا نأمل أن يتوقف القتل وأن تعلو السياسة وأن تحقن الدماء ويرحل العملاء.
(السبيل)
اليوم تعيش مصر حالة غير مسبوقة من الثورة في كل المدن والمحافظات والنجوع حركتها دماء الشهداء الذين سقطوا على أيدي الجيش المصري.
ما شاهدناه كان إجراميا دمويا بامتياز ولا يمكن أن تصمد أمامه أيّة حجة للدفاع عن سلوك الجيش المصري منذ بدء مسرحية 30/6.
قادة الجيش المصري في هذه اللحظة أمام سقوط الشهداء وأمام الجثث الممزقة والمتفحمة لا يملكون الصمود والبقاء على موقفهم، فلقد تلوّثت قلوبهم وعقولهم قبل أيديهم.
الفريق عبد الفتاح السيسي وزملاؤه بقرارهم الأرعن يكونوا قد حفروا قبورهم بأيديهم وظنوا أنّ فضّ الاعتصام هو مجرد حالة أمنية لكنهم تورّطوا وذهبوا نحو حتف انقلابهم.
الهجوم على الميادين تحوّل من عملية أمنية إلى ثورة شعبية عارمة سيدفع ثمنها الانقلابيون المغامرون ضعيفو الفهم السياسي والإستراتيجي.
اقتحام رابعة هو بمثابة «ضربة المقفي» التي تثبت أنّ الانقلاب قد وصل إلى قمة ارتباكه وأنّ رجالاته بدؤوا بتحسس رؤوسهم وأنّ مغامرتهم الأخيرة متوقعة لحماية أخطائهم وخطاياهم.
بعد الاقتحام وانتشار صور الشهداء من الأطفال والنساء لم يعد لهؤلاء شرعية عند أحد فقد سقطوا أمام المصريين وهذا ما لم يتوقعوه.
ولعلّ سرعة خروج شيخ الأزهر، بأوامر من سلطة الانقلاب، يدلل على أنّ حسابات الاقتحام لم تكن متوافقة مع توقعات من قاموا به وأنّهم يعيشون لحظات قلقة وصعبة.
ليس من السهل أن يرى المصريون دماءهم تسيل في الشوارع ويصمتون أو يقبلون بحكم من سفكها، من يعتقد بذلك لا يعرف المصريين وردود فعلهم.
المسألة الآن لم تعد مجرد ميدان رابعة أو النهضة، القصة الآن أصبحت ثقافة اعتصام وثأر للدماء وقتلة استباحوا دماء الناس واستسهلوها.
أمام مصر طريقين لا ثالث لهما، فالمشهد إمّا أن يذهب إلى تراجع الانقلابيين وعودتهم للشرعية ومحاكمة القتلة أو أنّنا بصدد فتنة وهاوية تسير بها أرض الكنانة.
مصر تقلقنا جميعا وإرسالها إلى الجحيم حلم إسرائيلي وغربي، ومن هنا نأمل أن يتوقف القتل وأن تعلو السياسة وأن تحقن الدماء ويرحل العملاء.
(السبيل)