معتقلو الحراك...إلى متى؟
تؤكد الأخبار الواردة من سجن الهاشمية في الزرقاء أن تدهورا كبيرا قد أصاب الحالة الصحية لمعتقلي الحراك؛ جراء إضرابهم عن الطعام منذ أكثر من عشرين يوما.
هؤلاء الشباب الوطني الحر يصرون على إضرابهم ويرفعون شعار "الإفراج او الموت" وقد لمس كل من قام بزيارتهم أنهم مصممون على الاستمرار في امتناعهم عن الطعام إلى حد لا يمكن تخيله.
قصة اعتقال الشباب الخمسة ما زالت غير مقنعة فالتهمة القانونية مضحكة، والمحكمة التي يقفون امامها لم تعد شرعية فهي امتداد لجهاز سياسي وأمني واضح المعالم.
إذا نحن لسنا بصدد قضية قانونية بالمعنى الكامل يمكن التعويل فيها على محاكمة واجراءات عادلة قد تقود في النهاية لتبرئة الشباب او ادانتهم على قاعدة الانصاف والحقيقة.
بل ما نراه منذ اعتقال الشباب ومن خلال طريقة ضبطهم ومن ثم اجراءات محاكمتهم والتحقيق معهم، اننا نقف امام موقف سياسي تقوده عقلية امنية تريد توجيه رسائل سياسية باتجاهات مختلفة.
ويبقى السؤال هنا هل من مصلحة البلد الدخول في مهاترة أمنية كهذه؟ وهل الوقت الذي نعيشه على امتداد ازماتنا يقبل منطقيا مثل هذا السلوك.
اليوم ننادي بكل قوتنا الى ضرورة ان يقف الجميع صفا واحدا خلف الوطن كي نعبر الازمة الكبرى التي ستنجم عن احتمالات قيام الولايات المتحدة بضرب قطاعات النظام السوري.
ولا يمكن أن يكون ذلك تاما إلا اذا تم تدعيم جبهتنا الداخلية وتقويتها لنواجه التحدي بكل صلابة وأمانة، وعندها لن نشعر بالأزمة لان الجميع مع الجيش سنعبر بعون الله.
وهنا نقول كيف ستتوحد الجبهة الداخلية وهناك شباب معتقلون بسبب موقفهم السياسي، كيف سندعم جبهتنا الداخلية وجريدة الرأي تفتت الوحدة الوطنية بطريقة عدائية وواضحة.
الحل والمنطق والعقل والوطنية ان تسارع الدولة باطلاق سراح معتقلي الحراك ومن ثم لجم لسان الاعلام الرسمي الذي يقسم الناس ويجعل انحيازاتنا ملغومة بعفن كتاباتهم.
البلد اكبر من جريدة الرأي واكبر من المعتقلين، وهنا نقول إنه قد آن الاوان كي يتحمل كل مسؤوليته على قاعدة الوعي الوطني فكفى تجاهلا للمعتقلين، وعليكم إخراجهم والتفرغ لقضايا نحتاج فيها الكل دون استثناء.
(السبيل)