هل يتنحى بشار الأسد؟
يبدو أن اوباما مصمم على توجيه ضربة لنظام الاسد وإن عملية التأخير لا تعني بحال من الاحوال امكانية إلغاء الضربة او تجاوزها.
هذا التأجيل وبغض النظر عن اسبابه يشكل فرصة لكل "المزعبرين" بحب نظام بشار الاسد أن يسارعوا الى إقناعه بالتنحي وتسليم سوريا للشعب وبالتالي إنقاذ ما يمكن انقاذه.
الذين حجوا بالأمس القريب الى دمشق يعلمون ان الطائرات الاميركية لا تعرف المزاح وانها ستضرب ما تبقى من الجيش والدولة وسنقف عندها على الاطلال. من هنا ما المانع على انصار النظام ان يسارعوا الى اقناعه بالتنحي وتسليم البلد الى الشعب بدل تسليمها الى الخراب والدمار.
ايران ايضا مطالبة بالتفكير على هذا النحو الا اذا كانت كما يقولون معنية بتدمير سوريا وتسليمها خرابا على اعتبار ان الاغلبية السنية ستحكم في النهاية وهنا يظهر الوجه القبيح الذي لم يغب عن المشهد السوري.
جامعة الدول العربية بدورها اجتمعت قبل يومين واعطت غطاء واضحا للتدخل العسكري الاميركي لكنها لم تفطن لمحاولة اخيرة قد تقنع فيها الاسد بالرحيل وبالتالي حماية ما تبقى من اشلاء سوريا.
الجميع مستسلم للضربة الاميركية كأنها قدر محتوم لكن اوباما وقراره المتردد ثم تريثه وتأجيله للضربة كل ذلك مدعاة للبحث عن طوق نجاة لسوريا.
طبعا بقاء الاسد ونظامه القاتل امر مرفوض فلم يعد بوسع الشعب السوري احتمال مجازره، فرحيله امر حتمي ومطلوب ولا مساومة عليه.
لكن يبقى السؤال عن طريقة الرحيل وما ستخلفه في اثنائها من اثار ودمار على سوريا ما بعد الثورة، فمن كان يملك بقايا موقف وطني عليه ان يقنع الاسد بالرحيل قبل الدمار.
طبعا من الصعب اقناع الاسد او جوقته بالتعقل قبل تدخل الطائرات، فقد عميت قلوبهم وابصارهم وظنوا انهم قادرون على النجاة ولعمري هذا ما شهدناه مستنسخا مع القذافي.
رحيل الاسد وتنحيه وتسليمه السلطة الى الثورة مع ترتيبات تقي سوريا الدمار والحرب الاهلية هو امر محمود، ولكنه للاسف غير منتظر من سفاح قتل شعبه بدم بارد.
(السبيل)