هل يغادر "حزب الله" سوريا قبل الضربة؟
من المحتمل أن تكون مجاميع حزب الله المتواجدة في اكثر من موقع في سوريا هدفا للضربة الاميركية المزمع توجيهها بعد أيام.
كلنا يعلم أن حزب الله مصنف هناك في واشنطن كمنظمة ارهابية وهو عدو لدود لاسرائيل، وإضعافه واستنزافه يشكلان مصلحة عليا للاميركان والاسرائليين على السواء.
الحزب تورط في سوريا وتلطخت يداه بدم الثوار الذين أرادوا الحرية والديمقراطية لبلدهم، وظن انه سيغير معالم المعركة لكنه اكتشف ان المعادلة أكبر من قدراته.
صورة حزب الله في بلاد العرب اهتزت الى حد السقوط المدوي في أذهان الناس، وها هم اليوم يحصدون ثمار تدخلهم بعزلة قادمة ستعجلهم مجرد حزب صغير في لبنان.
لاحظوا معي ان حزب الله هو وحده فقط الذي لم يطلق تصريحات العربدة تجاه احتمالات الضربة الاميركية ولم يحاكِ ايران ولا النظام في دمشق.
نعم حسابات الحزب اليوم قلقة الى أبعد حد، فالضربة قد تطال مجاميعه وقد تشهد المنطقة حربا اقليمية لن ترحمه اسرائيل في اثنائها.
حسن نصر الله في صراع مرير بين كونه ذراعا جاءت اللحظة كي ينتحر من اجل صاحبها وبين كونه ذاتا لا بد من المحافظة على كينونتها.
الضربة القادمة تجعله يصمت ويجري حساباته بدقة وسرعة، فلا وقت لديه كي يتأنى وقصة التخلي عن النظام السوري لقدره باتت فكرا سياسيا في الضاحية الجنوبية.
من هنا أرى أن يفكر الحزب بشكل واقعي وعملي وان يضع عملية سحب مقاتليه من سوريا على طاولة البحث والتنفيذ قبل ان يندم وأن تطاله خسائر فادحة. لم يعد النظام السوري "كيانا محرزا" كي يتمسك به أيا كان فقد سقطت ورقته الى الحد لا يمكن معه أن يتواصل الرهان على بقائه او انتصاره. من هنا يتوجب على حزب الله ملاحظة ارتخاء الموقف الروسي والايراني فلم يعد من خيار الا التوبة وسحب المقاتلين وإعداد العدة لمرحلة جديدة ومختلفة.
الاستنزاف الذي أراده الاسرائيلي لكل المشاركين في حرب سوريا تحقق بفاعلية وامتياز غير مسبوقين ومع ذلك نقول إن في الجعبة بقية يمكن انقاذها.
(السبيل)