من الذي قتل البلديات؟
عمر العياصرة
جو 24 : من يستمع لرؤساء البلديات الجدد وهم يتحدثون عن أوضاع بلدياتهم يصبه الهلع من هول الأزمات التي تعيشها مدننا الأردنية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب دون استثناء.
إلى الآن استمعت بالتفصيل المعقول لكل من رؤساء بلدية الزرقاء وإربد ومأدبا كما استمعت للمواطنين وهم يشكون أحوال بلدياتهم بطريقة تدمي القلب.
أين كنا وأين أصبحنا الآن لقد كانت بلدياتنا مستورة ومبدعة، وكانت الخدمة تقدم بطريقة وطنية عظيمة وبسلاسة وبإبداع وصل الى حد ان رؤوساء البلديات هم من وضعوا لنا دستور 1946.
تخيلوا معي ان بلدياتنا أصبحت جثثا هامدة تعاني من أعراض الموت وزيادة، مثقلة بالديون الى حد التكبيل ومثقلة بالترهل الاداري الى حد الاستسلام.
مدننا تعاني من غياب النظافة بصورة لم أتخيلها في حياتي؛ فأكوام القمامة التي تحدث عنها المواطنون كانت جبالا ولدت جرادين وحشرات لم يعرفها الاردنيون من قبل.
حفر في كل حي، وشارع واشارات ضوئية معطلة، وتعد على جمالية المدينة باليافطات، وانارة غائبة بسبب الاهمال، وموظفون جالسون على المكاتب أعدادهم اضعاف عمال الوطن.
والاصعب ان هذا الترهل الوظيفي محمي من المجتمع، فمن يملك من رؤساء البلديات الجدد ان يهيكل بلديته؟!، كلهم مترددون وخائفون من عواقب اجتماعية لا قبل لهم بها.
اما الارصفة في مدننا فلا وجود لها؛ فقد احتلها الباعة المتجولون، واصبحت بوضع اليد حقا لهم، لن يمسه الا عدو سيقاتلونه بصلابة وفدائية.
وهنا يأتي السؤال عن الذي أوصلنا لهذه المرحلة او قل بصراحة اكبر من الذي قتل البلديات والمدن، واوصلها الى هذا المنسوب المتردي.
هل هو التعيين الذي استبدلت به الانتخابات؟ ام التزوير الذي كان في سنوات خلت للانتخابات؟ كلاهما سبب وجيه يمكن ان يفرز لنا تلك الحالة.
الدولة وحدها هي المسؤولة عن ذلك؛ فقد تلاعبت بالقانون وعطلته احيانا والتفت على نسبة البلديات من المحروقات، لتسجل السبق في ضرب مفهوم البلدية جعله نسيا منسيا.
هذا الواقع يذكرنا برجال من طينة احمد قطيش الازايدة وياسر العمري كيف انهم حملتهم الصناديق فقادوا البلدية الى نجاح، ووفر وعدل غير مسبوق.
أعان الله كل من يتولى مسؤولية بلدية، فالتركة كبيرة المساوئ والآفات تفوق طاقة "سوبر مان " بشري، وهنا لن يفلح العطار ما أفسده الدهر الا اننا ننتظر عناية الرحمن.
(السبيل)
إلى الآن استمعت بالتفصيل المعقول لكل من رؤساء بلدية الزرقاء وإربد ومأدبا كما استمعت للمواطنين وهم يشكون أحوال بلدياتهم بطريقة تدمي القلب.
أين كنا وأين أصبحنا الآن لقد كانت بلدياتنا مستورة ومبدعة، وكانت الخدمة تقدم بطريقة وطنية عظيمة وبسلاسة وبإبداع وصل الى حد ان رؤوساء البلديات هم من وضعوا لنا دستور 1946.
تخيلوا معي ان بلدياتنا أصبحت جثثا هامدة تعاني من أعراض الموت وزيادة، مثقلة بالديون الى حد التكبيل ومثقلة بالترهل الاداري الى حد الاستسلام.
مدننا تعاني من غياب النظافة بصورة لم أتخيلها في حياتي؛ فأكوام القمامة التي تحدث عنها المواطنون كانت جبالا ولدت جرادين وحشرات لم يعرفها الاردنيون من قبل.
حفر في كل حي، وشارع واشارات ضوئية معطلة، وتعد على جمالية المدينة باليافطات، وانارة غائبة بسبب الاهمال، وموظفون جالسون على المكاتب أعدادهم اضعاف عمال الوطن.
والاصعب ان هذا الترهل الوظيفي محمي من المجتمع، فمن يملك من رؤساء البلديات الجدد ان يهيكل بلديته؟!، كلهم مترددون وخائفون من عواقب اجتماعية لا قبل لهم بها.
اما الارصفة في مدننا فلا وجود لها؛ فقد احتلها الباعة المتجولون، واصبحت بوضع اليد حقا لهم، لن يمسه الا عدو سيقاتلونه بصلابة وفدائية.
وهنا يأتي السؤال عن الذي أوصلنا لهذه المرحلة او قل بصراحة اكبر من الذي قتل البلديات والمدن، واوصلها الى هذا المنسوب المتردي.
هل هو التعيين الذي استبدلت به الانتخابات؟ ام التزوير الذي كان في سنوات خلت للانتخابات؟ كلاهما سبب وجيه يمكن ان يفرز لنا تلك الحالة.
الدولة وحدها هي المسؤولة عن ذلك؛ فقد تلاعبت بالقانون وعطلته احيانا والتفت على نسبة البلديات من المحروقات، لتسجل السبق في ضرب مفهوم البلدية جعله نسيا منسيا.
هذا الواقع يذكرنا برجال من طينة احمد قطيش الازايدة وياسر العمري كيف انهم حملتهم الصناديق فقادوا البلدية الى نجاح، ووفر وعدل غير مسبوق.
أعان الله كل من يتولى مسؤولية بلدية، فالتركة كبيرة المساوئ والآفات تفوق طاقة "سوبر مان " بشري، وهنا لن يفلح العطار ما أفسده الدهر الا اننا ننتظر عناية الرحمن.
(السبيل)