"احتفالات الاستقلال"اين التقشف؟!
عمر العياصرة
جو 24 : يقال أنّ هذه الأضواء البراقة التي وضعتها أمانة عمان فوق الأعمدة احتفالا بذكرى الاستقلال تصل كلفتها إلى قريب الربع مليون دينار.
وسواء تبرّع بها أردني مغترب بالخليج أو هي كانت من أموال الأمانة فما يجري يعدّ مخالفا لفلسفة التقشف التي جاء بها الطراونة ليبرر ويمرر ارتفاع الأسعار القادم.
ذكرى الاستقلال عزيزة علينا جميعا، ولا يستطيع فريق أن يزاود على آخر بها ولأجلها، ولكنه ووفق سياق مفهوم الاستقلال الحقيقي، هل نقبل بأن نسرف على شكليات في زمن أزمة الخزينة العامة وتردّي أوضاعها.
يتردد أنّ احتفالات كبيرة بالاستقلال ستجري هذا العام في مواقع مختلفة، وربما هي ستكلّف في النهاية خزائن البلديات المتعبة بالدين أرقاما جديدة نحن بغنى عنها.
نريد انسجاما مع ذواتنا، فهل يعقل أن نعلّق زخارف مضيئة بقيمة آلاف الدنانير فوق شوارع متهالكة تحتاج لتزفيت وطمر حفرها وإضاءة أنوارها.
كلنا يعلم أنّ احتفالات هذا العام بمناسبة الاستقلال يمكن وضعها تحت عنوان "معركة الإصلاح وملحقاته"، فالتوظيف للاحتفالات سيكون تحت عنوان الولاء للنظام ولصيغته الضعيفة التي قدّمها للإصلاح.
نتمنّى أن تترفّع الحكومة عن هكذا توظيف، وأن ترقى لمستوى التحدي الاقتصادي، فاستعراضات الولاء جرت وشاهدناها بما يكفي، وقد آن الأوان للالتفات نحو جوهر العملية الإصلاحية بشقيها السياسي والاقتصادي.
نحن أحوج ما نكون في هذا الظرف الاقتصادي الصعب والمربك إلى كل دينار يمكن توجيهه لخدمة الخزينة وخدمة البنية التحتية التي توقّف الصرف عليها منذ أمد ليس بالقصير.
الأردنيون موعودون بعد أيام بتلقّي خبر قرار رفع الأسعار على سلع كثيرة بألم وحسرة وقلة حيلة، فلا تضيفوا لذلك مزيدا من المس والاستهتار بالكرامة من خلال إسرافكم غير المبرر على مواقف غير مبررة.
الاحتفال الحقيقي بالاستقلال لا يكون إلاّ بإعادة البهجة لقيمة مفهوم "استقلال الوطن"، وهذا لن يكون أيضا إلاّ بإنتاج حلول سياسية واقتصادية ترفع كل الأزمات عن كاهل المواطن، المرهق بالفقر والبطالة من جانب، وبعجزه عن صياغة مستقبله من جانب آخر.
كفانا تهليلا وتصفيقا دون فائدة، ولنلتفت إلى جوهر الأشياء ولنذهب إليها، فوصفة رفع الأسعار وشراء الذمم وعودة الصوت الواحد لن يكون إلاّ عنوانا أكيداً لمقولة "الأخطاء تؤدي إلى خطايا"، فاحذروا يا أولي الألباب.
السبيل
وسواء تبرّع بها أردني مغترب بالخليج أو هي كانت من أموال الأمانة فما يجري يعدّ مخالفا لفلسفة التقشف التي جاء بها الطراونة ليبرر ويمرر ارتفاع الأسعار القادم.
ذكرى الاستقلال عزيزة علينا جميعا، ولا يستطيع فريق أن يزاود على آخر بها ولأجلها، ولكنه ووفق سياق مفهوم الاستقلال الحقيقي، هل نقبل بأن نسرف على شكليات في زمن أزمة الخزينة العامة وتردّي أوضاعها.
يتردد أنّ احتفالات كبيرة بالاستقلال ستجري هذا العام في مواقع مختلفة، وربما هي ستكلّف في النهاية خزائن البلديات المتعبة بالدين أرقاما جديدة نحن بغنى عنها.
نريد انسجاما مع ذواتنا، فهل يعقل أن نعلّق زخارف مضيئة بقيمة آلاف الدنانير فوق شوارع متهالكة تحتاج لتزفيت وطمر حفرها وإضاءة أنوارها.
كلنا يعلم أنّ احتفالات هذا العام بمناسبة الاستقلال يمكن وضعها تحت عنوان "معركة الإصلاح وملحقاته"، فالتوظيف للاحتفالات سيكون تحت عنوان الولاء للنظام ولصيغته الضعيفة التي قدّمها للإصلاح.
نتمنّى أن تترفّع الحكومة عن هكذا توظيف، وأن ترقى لمستوى التحدي الاقتصادي، فاستعراضات الولاء جرت وشاهدناها بما يكفي، وقد آن الأوان للالتفات نحو جوهر العملية الإصلاحية بشقيها السياسي والاقتصادي.
نحن أحوج ما نكون في هذا الظرف الاقتصادي الصعب والمربك إلى كل دينار يمكن توجيهه لخدمة الخزينة وخدمة البنية التحتية التي توقّف الصرف عليها منذ أمد ليس بالقصير.
الأردنيون موعودون بعد أيام بتلقّي خبر قرار رفع الأسعار على سلع كثيرة بألم وحسرة وقلة حيلة، فلا تضيفوا لذلك مزيدا من المس والاستهتار بالكرامة من خلال إسرافكم غير المبرر على مواقف غير مبررة.
الاحتفال الحقيقي بالاستقلال لا يكون إلاّ بإعادة البهجة لقيمة مفهوم "استقلال الوطن"، وهذا لن يكون أيضا إلاّ بإنتاج حلول سياسية واقتصادية ترفع كل الأزمات عن كاهل المواطن، المرهق بالفقر والبطالة من جانب، وبعجزه عن صياغة مستقبله من جانب آخر.
كفانا تهليلا وتصفيقا دون فائدة، ولنلتفت إلى جوهر الأشياء ولنذهب إليها، فوصفة رفع الأسعار وشراء الذمم وعودة الصوت الواحد لن يكون إلاّ عنوانا أكيداً لمقولة "الأخطاء تؤدي إلى خطايا"، فاحذروا يا أولي الألباب.
السبيل