jo24_banner
jo24_banner

حل الجماعة... ليس حلا

عمر العياصرة
جو 24 :

من يقتل في وجبة واحدة ( فض رابعة العدوية) أكثر من ثلاثة آلالف مواطن مصري ليس مستغربا منه أن يقدم على خطوة حمقاء عنوانها حل جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
لذا لم يتفاجأ المراقبون والسياسيون من قرار محكمة الامور المستعجلة الانقلابية، حين اصدرت قراراها بحل الجماعة؛ فالتخبط والاستبداد اصبحا سمة واضحة لسلطة الانقلاب هناك في القاهرة.
جماعة الإخوان تنظيم مليوني لم يبن شعبيته يوما على قرار رسمي يصرح له بالعمل، بل على العكس عاشت الجماعة منذ نشأتها ظروف الحظر والمنع والاقصاء، ومع ذلك كان لها القدرة والخبرة على البقاء والنمو والاستمرار.
وقد بلغت الجماعة أقصى درجات محنتها في أثناء حكم الرئيس جمال عبد الناصر، فقد نكل بها واعتقل قياداتها من اجل تصفيتهم واعدم علماءها، ورغم ذلك مات ناصر وأفل تياره وبقي الإخوان واعادوا انتاج جماعتهم بحيوية تحيّر العقول.
هذا بالامس حيث كانت الجماعة غضة العود، فكيف بها اليوم وقد اصبحت اكثر قوة ومنعة ويساندها عمق اجتماعي اصيل ويؤازها تيار اسلامي متنوع يقف الى جانبها.
اليوم يقدم الفريق عبد الفتاح السيسي على خطوة رعناء يستنسخ بها عبد الناصر وسلوكه؛ لكنه يتناسى انها تعبر عن أزمة الانقلاب وعن مأزقه.
قرار حل الجماعة لن يحلها فقد شاهدنا اعتقال اكثر من عشرين الف إخواني من بينهم نخبة القادة، ومع ذلك تماسك التنظيم وواصل أداءه الاعتراضي الكبير، والذي احرج سلطة الانقلاب في ظاهرة غير مسبوقة.
الانقلابيون يلجؤون لكل الوسائل التي تريد وقف الاحتجاجات في الشارع المصري، وهم يريدون الضغط على الإخوان لتقديم التنازلات، ولا اظن انهم سيفلحون في ذلك المسعى.
القرار مسيس ويمهد لعودة الدولة الامنية البوليسية، لكنه ليس بالجديد على جماعة الإخوان، فقد امتلأت خبرتهم بطريقة التعامل معه، وبالتالي فقرار الحل ليس حلا لهم أبدا.
هناك في القاهرة سعار غير مسبوق للاستبداد، وهناك مقاومة شعبية وطنية ايضا لا مثيل لها، وعليه نقول ان الامر لم يحسم وان قادم الايام سيحمل في ثناياه ربما معطيات لم نكن نتوقعها.

(السبيل)

تابعو الأردن 24 على google news