jo24_banner
jo24_banner

أفرجوا عن الدقامسة

عمر العياصرة
جو 24 : الأنباء التي تأتينا من السجن تقول إن الجندي الدقامسة يعيش حالة صحية صعبة، تسببت بها سنوات السجن الطويلة والمؤلمة.
قبل ما يقارب العشرين عاما، قام الجندي الأردني أحمد الدقامسة -وهو من أسرة أردنية تسكن شمال الوطن- بإطلاق نيران سلاحه الميري على مجموعة من الصهاينة، حاولوا الاستهتار بصلاته ودينه وبشرته السمراء الجميلة، حدث ذلك كله في أثناء حراسته حدود البلد، وعلى مقربة من فلسطين المحتلة.
لقد كانت لحظة اتخاذ الجندي الأردني أحمد الدقامسة قراره بإطلاق النار على مجموعة الصهاينة عصيبة وجدلية، يعيشها كل إنسان عربي ومسلم في هذا الزمان.
تربى الجندي أحمد الدقامسة عند كل صباح ومساء على حب الوطن، وعلمته أسرته العربية القروية أن حب فلسطين قدر وجزء من حب الوطن والذات.
عاش الدقامسة كجيله في فترة زمنية مارست الدولة الأردنية بأجهزتها الأيدولوجية من إعلام وتربية دور التعبئة ضد الصهاينة، وأنهم أعداء مغتصبون، وأنهم حالة طارئة سرقوا الأرض في القدس وحيفا والرملة واللد وعكا، هكذا تربى الجندي الدقامسة بإرادة الدولة وأجهزتها في فترة ما قبل التسوية المشؤومة.
المسؤولية الوطنية لا تقر بحال من الأحوال الانفلات من الانضباط العسكري، ولا تسمح للتصرفات الفردية أن تعلن الحرب وتبدأ المعركة.
لكن العذر يقع هنا على هؤلاء الجنود الأشاوس إذا جاءتهم لحظة غضب نابعة من ممارسات الصهيوني، ومن صمت الحكومات والأنظمة العربية، فالجندي العزيز لا يرضى أن يصول الأجنبي على أرضه، وأن يستهزئ بصلاته ودينه ورجولته؛ فلنقدر إذا انفلت السلاح لحظة، وتهيأت الفرصة الوطنية المناسبة لحمايته، والعفو عن رجولته وغضبه.الهيئات النقابية والحزبية والشعبية في الأردن لم تمل من المطالبة، والإصرار على ضرورة إطلاق سراح الدقامسة، وأن يعود إلى بيته؛ وذلك لأن فعله من تبعات الحرب ومسلكياتها النفسية، وأنه ليس إلا مدافعاً عن أحقية وطنه بالكرامة.
بل هو في المخيال الشعبي الأردني بطل تمرد على ذاته المكسورة، وقهر برودة أعصابه، وأرضى ضميره الحي، وانسجم مع ثقافته.
فلنحي هذا النموذج، ولنعمل على تشذيبه انتماءً وسلوكاً وقيمة؛ لأن الدقامسة يحتاج إلى محضن وطني ورعاية وطنية، لتخلق نموذج المواطن الواعي والمنضبط بقضايا أمة.
أصبح التساؤل أردنياً عن الإفراج عن الدقامسة من سجنه، أقرب ما يكون إلى الجدل السيادي! وقد آن الأوان أن يخرج الدقامسة من سجنه ليعود إلى دفء القرية وإلى أبنائه وزوجته، يروي لهم قصة فلسطين «داري ودرب انتصاري»، يروي لهم حكاية البندقية ومستقبلها، ليقول لهم إنني على حب فلسطين باقٍ، وإن الصمود والتضحية وظلم ذوي القربى هي أداة ومنهجية للخروج بكرامة في هذا الزمان.
(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news