jo24_banner
jo24_banner

زمزم.. انتهت يوم إشهارها

عمر العياصرة
جو 24 : مع نهاية حفل إشهار مبادرة زمزم أدركتُ يقينا أنها مبادرة منتهية، وأنها لن تخرج عن كونها محاولة سينطفئ وميضها عما قريب.
الإشهار وطريقته وطبيعة الحاضرين والمكان كلها أشعرتنا بأننا نقف أمام مناسبة يدعمها «الرسمي» وترعاها الحكومة بظلال خفية وواضحة.
ولعمري إن هذا مقتل كبير للمبادرة، فحين تقف قوى الشد العكسي ورموزها الكبيرة إلى جانب أصحاب المبادرة يقصون شريط انطلاقتها، فبأي حجة ستعلن المبادرة عن نفسها وبأي دليل ستتوه؟
عرّابا المبادرة وهما (ارحيل الغرايبة ونبيل الكوفحي) لهما كل الاحترام، أتذكرهما وهما يساندان الحراك في فترة نشاطه، ويناضلان في رفض حكومة البخيت، وها هما يجعلان من الدكتور معروف مدشنا ورمزا يفتتح انطلاقة المبادرة، فأي تناقض وأي مبادرة للتغيير هذه!
أنا لا يمكنني انتقاد الجانب النظري في المبادرة، فهي خير مطلق؛ لكنني لا أستطيع أيضا انتقاد بيان حكومة الروابدة والبخيت في حينه؛ لأنهما خير كبير، لكن الكلام شيء والفعل شيء آخر كما الظروف والإمكانات.
الحضور كان متواضعا رغم التحشيد الكبير، أما تواجد الاخوان في المبادرة كان أكثر تواضعا مما ظن الكثيرون، وهذا يدل على أن المبادرة ستبقى في بنيتها وطبيعتها على هامش اهتمام الحركة الإسلامية فلا قرارات تجاهها ولا هي تستحق النزاع.
البداية التي شاهدناها للمبادرة لم تكن موفقة ولم تخدم انطلاقتها، وعلينا فقط متابعة تعليقات الكثير –غير الاخواني– عليها ليجد أن هناك سخرية في الجمع بين إصلاحيتها ومن يرعاها في الخفاء أو في الحفل.
أنا من الذين يحترمون الدكتور ارحيل واعتبره رمزا وطنيا وكذلك موقفي من الكوفحي، وأنا أدعوهما الى مراجعة موقفهما مما يجري، وأسألهما أمصير حزب الوسط يروق لهما أم رعاية الشد العكسي خير وأبقى؟
افتتاح أمس كان بائسا، فقد سرق حضور الروابدة والبخيت من المبادرة رونقها –إن وجد– وعليه يحق لنا أن نقول إن المبادرة انتهت لحظة إخراجها والله من وراء القصد.
(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news