الانقلاب في مأزق
عمر العياصرة
جو 24 : مع وجبة الخمسين شهيداً التي كانت في 6 اكتوبر، هناك في مصر نستطيع الجزم بأن سلطة الانقلاب تعيش حالة من الارتباك، وعدم السيطرة على الارض.
لا يوجد قاهرة! فهي مغلقة على بكرة ابيها، تخيلوا معي: «التحرير»، «رمسيس 6 اكتوبر»، «النهضة»، «رابعة العدوية» والقطارات، كلها معطلة ومحاطة بالعسكر! ناهيك عن القصور التي امتلأت نواحيها بالجيش؛ حماية لها من اعتصامات محتملة.
هناك استمرارية حقيقية على الارض للمطالبين بعودة الشرعية، وهؤلاء رغم القتل الممنهج والاعتقالات، إلا أنهم ما يزالون يملكون الحيوية والقدرة على الاستمرار.
بعد مرور اكثر من مئة يوم على الانقلاب، لم يتمكن الفريق عبد الفتاح السيسي من السيطرة على مصر، لا شعباً ولا أرضاً، ولا حتى على معاونيه من الانقلابيين.
اليوم نرى الانقلابي المؤقت الديكوري عدلي منصور يزور الرياض وعمان، يستجدي تأكيد الشرعية، ودعم الانقلاب.
ولو عدنا إلى تصريحاته في الرياض، وما رد عليه العاهل السعودي لعرفنا ان الامر صعب على الانقلابيين، وأنهم بدأوا يفقدون لياقتهم الاستمرارية؛ فالأزمات تلاحقهم في كل حين.
لا يمكن عقلاً ونقلاً ومنطقاً أن تستمر مصر على هذه الشاكلة؛ بمعنى لا يمكن لها كدولة ومؤسسات أن تبقى واقفة على اقدامها، ما دامت معادلة «لا غالب ولا مغلوب» قائمة هناك.
الاقتصاد هناك بدأ بالانهيار، وحين نقول «اقتصاد مصري» فنقصد اقتصاداً لتسعين مليون مواطن، فحجمه كبير، ومليارات السعدوية والامارات لن تنجيه من مأزقه.
الحل لن يكون بمزيد الدماء؛ فالشعب المصري غادر مغارة الخوف ولن يعود إلى بيته رافعاً الراية البيضاء، والعسكر لن يستمروا في القتل، ولن يملكوا إرادة الصبر على انهيار الدولة.
إذاً المسألة تحتاج الى تسوية سياسية كبرى عنوانها «مصر قبل الطوفان»، فهذا أمر لا هروب منه مهما حاولت سلطة الانقلاب إعلان احتفالات النصر الزائفة.
وفي ظني إنه يجب على الدولة التي شجعت الانقلاب أن تبادر أخلاقياً الى رفع راياتها البيضاء تُجاه ما يجري في مصر، وأن تبادر إلى دعم التسوية والمصالحة، أو أن تصمت وتعود إلى ثكناتها التي تعرت من ورقة ما بعد التوت!
(السبيل)
لا يوجد قاهرة! فهي مغلقة على بكرة ابيها، تخيلوا معي: «التحرير»، «رمسيس 6 اكتوبر»، «النهضة»، «رابعة العدوية» والقطارات، كلها معطلة ومحاطة بالعسكر! ناهيك عن القصور التي امتلأت نواحيها بالجيش؛ حماية لها من اعتصامات محتملة.
هناك استمرارية حقيقية على الارض للمطالبين بعودة الشرعية، وهؤلاء رغم القتل الممنهج والاعتقالات، إلا أنهم ما يزالون يملكون الحيوية والقدرة على الاستمرار.
بعد مرور اكثر من مئة يوم على الانقلاب، لم يتمكن الفريق عبد الفتاح السيسي من السيطرة على مصر، لا شعباً ولا أرضاً، ولا حتى على معاونيه من الانقلابيين.
اليوم نرى الانقلابي المؤقت الديكوري عدلي منصور يزور الرياض وعمان، يستجدي تأكيد الشرعية، ودعم الانقلاب.
ولو عدنا إلى تصريحاته في الرياض، وما رد عليه العاهل السعودي لعرفنا ان الامر صعب على الانقلابيين، وأنهم بدأوا يفقدون لياقتهم الاستمرارية؛ فالأزمات تلاحقهم في كل حين.
لا يمكن عقلاً ونقلاً ومنطقاً أن تستمر مصر على هذه الشاكلة؛ بمعنى لا يمكن لها كدولة ومؤسسات أن تبقى واقفة على اقدامها، ما دامت معادلة «لا غالب ولا مغلوب» قائمة هناك.
الاقتصاد هناك بدأ بالانهيار، وحين نقول «اقتصاد مصري» فنقصد اقتصاداً لتسعين مليون مواطن، فحجمه كبير، ومليارات السعدوية والامارات لن تنجيه من مأزقه.
الحل لن يكون بمزيد الدماء؛ فالشعب المصري غادر مغارة الخوف ولن يعود إلى بيته رافعاً الراية البيضاء، والعسكر لن يستمروا في القتل، ولن يملكوا إرادة الصبر على انهيار الدولة.
إذاً المسألة تحتاج الى تسوية سياسية كبرى عنوانها «مصر قبل الطوفان»، فهذا أمر لا هروب منه مهما حاولت سلطة الانقلاب إعلان احتفالات النصر الزائفة.
وفي ظني إنه يجب على الدولة التي شجعت الانقلاب أن تبادر أخلاقياً الى رفع راياتها البيضاء تُجاه ما يجري في مصر، وأن تبادر إلى دعم التسوية والمصالحة، أو أن تصمت وتعود إلى ثكناتها التي تعرت من ورقة ما بعد التوت!
(السبيل)