لجوء الفزاع.. هل يفزعنا
عمر العياصرة
جو 24 : لا أملك إلا أن أحترم قرار الزميل علاء الفزاع باللجوء السياسي الى السويد في مفاجأة لم أتوقعها منه شخصيا في ظل فهمي أفكاره وأفكار تياره.
أنا لست مع فكرة الذهاب الى اللجوء السياسي مهما بلغت الاسباب، فالأردن وطننا ولا مكان لنا غيره يمكن أن نعيش فيه ولا يحق لأي كان أن يدفعنا للخروج منه طوعا أو كرها.
هذا الوطن بسنديانه وزيتونه وموقعه وإرثه وقراه وبواديه ومخيماته ومهما حاول البعض من المسؤولين «تحجيمه» لنا يبقى يانعا أخضر في قلوبنا نحبه شاء من شاء وأبى من أبى.
وللأمانة لم تبلغ بنا الصعاب في البلد الحد الذي يمكن أن نقول لأنفسنا غادروها طمأنينة على أرواحنا أو أعراضنا كما كان في بعض الدول المجاورة الحدودية منها والنفطية.
نعم في فترات معينة ضُيق على السياسيين والاحرار وسجنوا ولوحقوا في أرزاقهم وسمعتهم، لكن الأمر لم يدم فالتسويات في بلدنا حيوية والسجان لا يدوم وتلك نعمة فرضها الأردنيون ببنيتهم وطبائعهم.
لن نبحث في بلدنا عن ملاذ آمن وسنبقى مع الاستبداد والفساد والعابرين الطارئين في صراع دائم مكانه عمان وسجونها وزقاقها لكن لن نغادر مهما كان أو بلغ بنا الضيم والعسف.
علاء الفزاع ومن قبله عدي أبو عيسى هما في الحقيقة إشارة خطرة على مآلات الاوضاع التي بلغتها الدولة في تعاطيها مع أبنائها.
لقد ضاق الشباب ذرعا بأشياء كثيرة تمارس في البلد منها الأمني التضييقي ومنها الحياتي المعاشي المحاط بالغلاء ومنها القرار السياسي الخارجي الذي يمتهن الكرامة ويسمح للسيادة بأن تكون سائلة الى حدٍ لا يطاق.
لا أرى كل ذلك مبررا للجوء سياسي لكني أحترم خيارات من طلبه في السويد وتركيا لكني أصر على إدارة القرص نحو الدولة وعقلها ومطبخها السياسي.
وهنا أسأل هل كان للجوء علاء الفزاع ومن قبله ابو عيسى من أثر في تفكير مطبخ القرار؟ هل كان لذلك أثر في المركز السياسي الامني وطريقة تعاطيه مع الناس؟
هل بلغ الاحتقان في البلد مبلغا صعبا يجعل من شخص كعلاء ناضل ايدلوجيا من اجل حدود الاردن فاذا به يغادرها؟
اسئلة مفتوحة وخطيرة وذات دلالة لكن هل من مجيب؟ بل هل من مستمع اصلا لها في بلادنا؟ لن نغادرها وسنبقى نناضل حتى تعود الى الصورة المثلى.
(السبيل)
أنا لست مع فكرة الذهاب الى اللجوء السياسي مهما بلغت الاسباب، فالأردن وطننا ولا مكان لنا غيره يمكن أن نعيش فيه ولا يحق لأي كان أن يدفعنا للخروج منه طوعا أو كرها.
هذا الوطن بسنديانه وزيتونه وموقعه وإرثه وقراه وبواديه ومخيماته ومهما حاول البعض من المسؤولين «تحجيمه» لنا يبقى يانعا أخضر في قلوبنا نحبه شاء من شاء وأبى من أبى.
وللأمانة لم تبلغ بنا الصعاب في البلد الحد الذي يمكن أن نقول لأنفسنا غادروها طمأنينة على أرواحنا أو أعراضنا كما كان في بعض الدول المجاورة الحدودية منها والنفطية.
نعم في فترات معينة ضُيق على السياسيين والاحرار وسجنوا ولوحقوا في أرزاقهم وسمعتهم، لكن الأمر لم يدم فالتسويات في بلدنا حيوية والسجان لا يدوم وتلك نعمة فرضها الأردنيون ببنيتهم وطبائعهم.
لن نبحث في بلدنا عن ملاذ آمن وسنبقى مع الاستبداد والفساد والعابرين الطارئين في صراع دائم مكانه عمان وسجونها وزقاقها لكن لن نغادر مهما كان أو بلغ بنا الضيم والعسف.
علاء الفزاع ومن قبله عدي أبو عيسى هما في الحقيقة إشارة خطرة على مآلات الاوضاع التي بلغتها الدولة في تعاطيها مع أبنائها.
لقد ضاق الشباب ذرعا بأشياء كثيرة تمارس في البلد منها الأمني التضييقي ومنها الحياتي المعاشي المحاط بالغلاء ومنها القرار السياسي الخارجي الذي يمتهن الكرامة ويسمح للسيادة بأن تكون سائلة الى حدٍ لا يطاق.
لا أرى كل ذلك مبررا للجوء سياسي لكني أحترم خيارات من طلبه في السويد وتركيا لكني أصر على إدارة القرص نحو الدولة وعقلها ومطبخها السياسي.
وهنا أسأل هل كان للجوء علاء الفزاع ومن قبله ابو عيسى من أثر في تفكير مطبخ القرار؟ هل كان لذلك أثر في المركز السياسي الامني وطريقة تعاطيه مع الناس؟
هل بلغ الاحتقان في البلد مبلغا صعبا يجعل من شخص كعلاء ناضل ايدلوجيا من اجل حدود الاردن فاذا به يغادرها؟
اسئلة مفتوحة وخطيرة وذات دلالة لكن هل من مجيب؟ بل هل من مستمع اصلا لها في بلادنا؟ لن نغادرها وسنبقى نناضل حتى تعود الى الصورة المثلى.
(السبيل)